عندما يذكر طبق «شباح السفرة»، نعود بأذهاننا إلى أيام جميلة من شهر رمضان وأعراس حضرناها لأقارب أو أصدقاء، إنه طبق تقليدي قديم حلو المذاق، يحضر بقوة في المناسبات الرمضانية والأفراح بجميع مناطق الجزائر. يعتقد البعض أن الأتراك أحضروه معهم إلى مدينة قسنطينة أثناء الفترة العثمانية، لتتوارثه الجدات والأمهات بهذه المنطقة، ويقول آخرون أن أصله أندلسياً بحكم القرب المكاني بين الشمال الأفريقي وبلاد الأندلس لكن المتفق عليه أنه جزء من تاريخ المطبخ الجزائري التقليدي. يعود تاريخ تسمية طبق «شباح السفرة» بحسب بعض الروايات إلى عائشة بنت الباي صالح القسنطيني، حيث يقال إنه «كانت عائشة تعشق المطبخ كثيرا، وفي كل يوم تحضر طبخة وحلوى لوالدها، وفي أحد الأيام، كانت تحضر فيه حلوى باللوز وفشلت فيها فحولتها إلى طبق مرق باللحم، وبعد انتهاء عملية الطهي قدمتها على السفرة (المائدة) فقال لها الباي صالح: يا عايشة اليوم شبحتي السفرة (زينتي السفرة)، ومن يومها صار إسمها (شباح السفرة). و(شباح السفرة) بمعنى زينة السفرة أو زينة المائدة، وهي من الأكلات التي تشتهر بها مدينة الجسور المعلقة قسنطينة». وتبهر مكونات طبق «شباح السفرة» كل من يتناولها، فهو يتكون من قطع من اللحم، وبصل، وتوابل، وملعقة من السمن، وسكر، توضع على نار هادئة تحضر الصلصة الحلوة لطبق يعود عمره إلى مئات السنين. أما بالنسبة للكريات المقرمشة، «يمزج اللوز المرحي، بالسكر، والقرفة، والفانيليا، وصفار البيض. ثم وبكف اليد تشكل المثلثات، ثم تقلى في مقلاة بعد تسخين الزيت حتى تأخذ اللون الذهبي». وتتكرّر العملية مرة ثانية بتمرير الكريات من جديد في البياض المثلج، وطهيها في الزيت الساخن. الكثير من الجزائريين لا يمكنهم خلال شهر رمضان أو في أفراحهم الاستغناء عن هذا الطبق الرئيسي والضروري.