قالت حكومة توغو، إن الحاكم العسكري المخلوع في بوركينا فاسو اللفتنانت كولونيل بول هنري داميبا، لجأ إليها بعد الإطاحة به يوم الجمعة، وبررت استقبال الحاكم العسكري المخلوع بأنه من أجل السلام الإقليمي. قال وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة التوغولية أكودا أيوودان، إن استضافة داميبا تعود إلى "التزام توغو بالسلام في المنطقة". وأضاف المسؤول الحكومي التوغولي، أن بلاده "على غرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، تشيد بسيادة روح السلام"، معتبرا أن استقبال داميبا يدخل في هذا الإطار. واستقال داميبا رسميًا يوم الأحد مقابل موافقة المجلس العسكري الجديد على احترام سبعة شروط - بما في ذلك ضمان أمنه الشخصي وأمن أسرته، واتفاق لمواصلة جهود المصالحة الوطنية والاحترام المستمر لضمان العودة إلى الحكم المدني، في غضون عامين. وفي تسجيل تم تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، قال المقدم داميبا إنه يتمنى لقائد بوركينا فاسو الجديد كل النجاح. وحث الحاكم العسكري الجديد لبوركينافاسو، النقيب إبراهيم تراوري وزراء الحكومة على "التحرك بشكل أسرع" لمعالجة المشاكل العاجلة. وقال تراوري، إن بوركينا فاسو تواجه حالة طوارئ في كل قطاع، "من الأمن إلى الدفاع، إلى الصحة، إلى العمل الاجتماعي، إلى البنية التحتية". وأضاف أن الوقت قد حان لكي تتخلى الحكومة عن الروتين غير الضروري. وطالب الاتحاد الأفريقي بعودة النظام الدستوري بحلول جويلية 2023 على أبعد تقدير، متفقًا مع المجموعة الإقليمية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) على أن الإطاحة بالزعيم المقدم داميبا "غير دستوري". لكن إيكواس أشادت منذ ذلك الحين ب«مختلف الأطراف في بوركينا فاسو لموافقتها على تسوية سلمية لخلافاتهم"، حيث انتهت أيام الصراع على السلطة دون إراقة دماء. من ناحية ثانية، نأت باريس بنفسها عن الانقلاب الثامن من نوعه الذي شهدته بوركينا فاسو، مستعمرتها السابقة، وأفضى إلى الإطاحة بالكولونيل بول هنري داميبا، بعد انقلاب مماثل قام به الأخير بداية العام الحالي ومكنه من الوصول إلى السلطة. لكن الرغبة الفرنسية بالبقاء بعيداً عن التطورات التي شهدتها العاصمة واغادوغو وبوبو - ديولاسو، المدينة الثانية في البلاد، وضعت باريس في قلب الحدث، إذ تعرضت السفارة الفرنسية ومعهدان ثقافيان لهجمات ومحاولات إحراق من متظاهرين داعمين للانقلاب، بحجة أن باريس تدعم الكولونيل داميبا، وبأن هذا الأخير لجأ إلى القاعدة العسكرية التي تشغلها قوة الكوماندوس الفرنسية قرب مدينة كمبونسين الواقعة على بعد 30 كلم عن العاصمة، وأنها توفر له الدعم للقيام بهجوم معاكس لإحباط الانقلاب، مازاد موجة العداء لباريس الرائجة هذه الأيام في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، وقد شهد الجميع كيف رفعت اللافتات المنددة بفرنسا، وسمعت الشعارات التي تدعو لخروج القوات الفرنسية من بوركينا فاسو وبلدان الساحل بشكل عام. إزاء هذه التطورات، كان الهم الأول لباريس إظهار حيادها واعتبار ما يحصل «أمراً داخلياً»، إضافة إلى المحافظة على أمن بعثتها الدبلوماسية ومعهديها الثقافيين والمواطنين الفرنسيين الذين يقدر عددهم ب 4000 شخص. وكان لافتاً أن باريس لم تتخذ موقفاً من الانقلابيين، لا تنديداً ولا تأييداً، واكتفت بالإعلان عن دعمها لمواقف مجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية التي نددت بالانقلاب.