انطلق العد التنازلي لنهائيات البطولة الأفريقية للاعبين المحليين لكرة القدم «شان» الجزائر 2023، بإقامة قرعة العرس الكروي بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح بالعاصمة، السبت المنصرم، والتي أسفرت عن تواجد الجزائر في المجموعة الأولى رفقة منتخبات (ليبيا، إثيوبيا، الموزمبيق)، دورة ستلعب بحضور 18 منتخبا لأول مرة، يتنافسون في 4 مدن جزائرية لمحاولة خطف التاج القاري. تفصلنا 103 أيام على إقامة المباراة الافتتاحية لنهائيات البطولة الأفريقية للأمم «شان» 2023، التي ستجمع المنتخب الجزائري بنظيره الليبي بالملعب التحفة براقي الجديد. سيبحث الناخب الوطني مجيد بوقرة خلال نهائيات البطولة الأفريقية للاعبين المحليين، معانقة اللقب الثاني له على التوالي رفقة المنتخب الوطني للاعبين المحليين في ظرف 13 شهرا، بعدما تمكّن شهر ديسمبر المنصرم من قيادة المنتخب الوطني لحمل كأس العرب. ستحظى الجزائر بشرف احتضان النسخة السابعة من «الشان»، نسخة ستكون استثنائية بدرجة امتياز بما أنّها ستلعب على ميادين جديدة، ستساهم في رفع مستوى المنافسة وإعطائها بعدا جديدا، وستساعد في إعطاء دفع لكرة القدم الأفريقية. انبهر وفد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم المشكل من 21 عضوا، الذي تنقّل نهاية الأسبوع المنصرم إلى الجزائر خصيصا للوقوف على مدى جاهزيتها لاحتضان العرس القاري، حيث أظهرت الجزائر احترافيتها العالية باحترامها الآجال المحدّدة، وتطبيق كل ما ينص عليه دفتر الشروط على غرار (المنشآت الرياضية والفندقية، الماركتينغ، تكنولوجيات الاتصال، النقل التلفزي، الصحة، الإعلام..وغيرها). وقف الوفد الذي ترأّسه سامسون أدامو مدير المنافسات على مستوى الاتحاد الأفريقي للعبة، على انتهاء الأشغال في بعض الملاعب وتقدمها في البعض الآخر، مقارنة بآخر زيارة التي سجلت خلالها اللّجنة عدّة تحفّظات، حيث وجدت ملعب كرة القدم بالمركب الأولمبي ميلود هدفي بوهران جاهزا لاحتضان الحدث، فيما بقيت إلا أشغال تهيئة محيط ملعب براقي الجديد الذي انتهت به الأشغال، كما تم الانتهاء من تجهيز ملعب حملاوي بقسنطينة كليا، هو الذي احتضن المواجهة الودية للمنتخب الوطني للمحليين ضد منتخب نيجيريا الأول التي حضرها أعضاء الوفد، فيما تقدّمت الأشغال كثيرا بملعب عنابة. كما أعجب وفد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالترتيبات التنظيمية، بالإضافة إلى تسخير كل الوسائل اللوجيستية والموارد البشرية للحدث القاري بهدف إنجاح عرس الجزائر. التقارير الإيجابية التي تلقاها رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي عن جاهزية الجزائر لاحتضان البطولة الأفريقية للأمم للاعبين المحليين، وتجهيز كل المرافق الرياضية والفندقية، جعلته يصرّح خلال الندوة الصحفية التي نشّطها السبت بفندق الشيراتون بالعاصمة، قائلا «الجزائر بلد مولع بكرة القدم ويملك تاريخا ثريّا، وكل الإمكانيات لاحتضان منافسات أكبر من البطولة الأفريقية للاعبين المحليين». وأضاف «ما وفّرته الجزائر من إمكانيات سيجعل من النسخة السابعة ل «الشان» الأفضل على الإطلاق منذ تأسيسها». وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال «البطولة الأفريقية للاعبين المحليين التي ستحتضنها الجزائر ستكون بمستوى كأس أمم أفريقيا». الرّئيس السابق لفريق ماميلودي صان داونز الجنوب أفريقي، أكّد بأنّ هيئته لن تمنح مجددا شرف تنظيم كأس أمم أفريقيا لأي بلد لا يملك ملاعب حديثة. إقامة المنافسة بملعبين جديدين ستحتضن 4 مدن جزائرية فعاليات البطولة الأفريقية للأمم للاعبين المحليين المقرر إقامتها ما بين 13 جانفي و04 فيفري 2023، حيث ستكون مدن (وهران، الجزائر العاصمة، قسنطينة، عنابة) مسرحا لثاني نسخة يخوضها المنتخب الوطني للمحليين بتاريخ مشاركاته في هذه المنافسة القارية، بعد مشاركته في الطبعة الثانية التي احتضنها السودان، أين تألّق أشبال المدرب عبد الحق بن شيخة خلال الدور الأول بفوزهم على منتخب أوغندا بهدفين نظيفين من توقيع عبد المؤمن جابو وهداف الدورة هلال العربي سوداني، الذي ظهر خلال مواجهة الجولة الثانية، وسجّل ثنائية ضد المنتخب الغابوني، قبل أن يتعادل الخضر سلبيا أمام منظم الدورة المنتخب السوداني، ليقصي «الخضر» منتخب جنوب أفريقيا في الربع النهائي بعد التغلب عليه بواقع هدفين نظيفين، وقعهما المدافع المحوري معيزة والجناح الأيسر حسين مترف، قبل أن يقصى «الخضر» بضربات الجزاء في المربع الذهبي أمام المنتخب التونسي، بعد انتهاء الوقت الأصلي بنتيجة التعادل بهدف لمثله، لينهي المنتخب الوطني للمحليين المنافسة في المركز الرابع بالترتيب العام، إثر الهزيمة في المواجهة الترتيبية ضد المنتخب السوداني بهدف دون رد. ستخوض الجزائر ومجموعتها الأولى لقاءاتها بملعب براقي الجديد الذي يتسع ل 40784 متفرجا، الملعب الجديد للعاصمة سيكون تحفة معمارية مميزة، وسيحتضن أول منافسة دولية له مباشرة بعد تدشينه، وسيعرف حضورا جماهيريا قياسيا بكل المواجهات، بما أنّ رفقاء القائد شعيب كداد سيستقبلون فيه منافسيهم، وسيعملون على البروز والتتويج باللقب في ذات الملعب بتاريخ 04 فيفري 2023. كما سيحتضن ملعب 19 ماي 1956 بعنابة الذي يتّسع ل 58100 متفرج، مباريات المجموعة الثانية التي لقبت بالمجموعة الصعبة بسبب وجود ثلاثة منتخبات قوية بتقاليد كروية عريقة، يتعلق الأمر بكل من منتخبات (ج - الكونغو الديمقراطية، أوغندا، كوت ديفوار، السنغال)، حيث وضعه وفد «الكاف» ضمن المنشآت التي تحتضن المنافسة، بعدما تقدمت فيه الأشغال بشكل كبير». وأكّد رشيد أوكالي رئيس لجنة تنظيم المنافسة القارية، أنّ وفد «الكاف» المتنقل إلى الجزائر، تأكد بأن الملعب سيكون جاهزا، بالنظر إلى التحضير الجدي للموعد على كل الأصعدة، وأخذ ملاحظات لجان التفتيش بعين الاعتبار». سيكون ملعب الشهيد حملاوي بمدينة الجسور المعلقة، مسرحا لإقامة مواجهات المجموعة الثالثة التي تضم السودان، المغرب، مدغشقر وغانا، وهو الملعب الذي أعيد ترميمه كليا من الداخل والخارج خصيصا لاحتضان مباريات «الشان». كما سيحتضن ملعب وهران الجديد مواجهات المجموعتين الرابعة والخامسة التي تحتوي كل واحدة فيها 3 منتخبات، أين تتشكّل الأولى من منتخبات (مالي، أنغولا، موريتانيا)، فيما أن الثانية يتواجد بها منتخبات (الكاميرون، الكونغو، النيجر)، وسيكون العرس القاري موعدا لتظاهرة كبيرة أخرى يحتضنها الملعب بعد منافسات ألعاب القوى وحفلي الافتتاح والاختتام لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تم تنظيمها الصيف المنصرم.. بخصوص نظام المنافسة يتأهل الرائد ووصيفه في المجموعات الثلاثة الأولى، التي تحتوي على أربعة منتخبات إلى الدور الربع نهائي، ويتم الفصل في الفريق المتأهل في المركز الثاني في حالة التعادل مع منتخب أو منتخبين، عن طريق القيام بحساب الأكثر جنيا للنقاط في المواجهات المباشرة، وإذا تعادلوا سيتم احتساب فارق الأهداف بين المنتخبات المعنية، وسيتم اللجوء إلى مسجل أكبر عدد من الأهداف في المجموعة فيما بينهم، وبعدها في المجموعة كاملة في حالة تواصل التعادل، على أن يتم تحديد الفريق المتأهل باتباع اللعب النظيف باختيار المنتخب الأقل تلقيا للبطاقات، وإذا تعادلت المنتخبات في كل هذه النقاط ستلجأ لجنة التنظيم إلى القيام بقرعة لتحديد المتأهل إلى ربع نهائي المنافسة، كما سيتأهل متصدر ترتيب المجموعة الرابعة والخامسة للدور الربع نهائي. «الكاف» تراهن على الجمهور الجزائري لإعطاء بعد جديد ل «الشان» نجاح أي دورة رياضية عبر العالم يكون عن طريق توفير كل الإمكانيات المادية واللوجيستية وتجهيز المنشآت الرياضية والفندقية، لكن معيار النجاح يقاس أيضا بالحضور الجماهيري الغفير خلال المباريات، وهي النقطة التي غابت في الطبعات الستة الأولى من البطولة الأفريقية للاعبين المحليين، حيث تراهن «الكاف» على شغف الجمهور الجزائري بالساحرة المستديرة من أجل التنقل بأعداد غفيرة إلى الملاعب الأربعة لحضور المقابلات. الجمهور الجزائري المعروف بحبه للرياضة، الأمر الذي تأكّد خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة وهران شهر جوان المنصرم، وعرفت تنقل الجمهور بأعداد غفيرة للملاعب والقاعات، لمشاهدة كل الرياضات، وكذا نجاح الجزائر في احتضان نهائيات كأس العرب للناشئين الشهر المنصرم، التي توج بها المنتخب الوطني لفئة أقل من 17 عاما، وعرفت حضورا قياسيا للجمهور الرياضي بملعبي مستغانم وسيق، بالرغم من أن الأمر كان يتعلق بدورة للناشئين ، يؤكد بأن الجمهور الجزائري سيساهم بقوة في إقناع مسؤولي الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بمنح الجزائر شرف تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025، بالنظر إلى قيمة منشآتها وجمهورها العاشق للعبة الأكثر شعبية عبر العالم. يذكر أنّ الجزائر التي نجحت في احتضان «الألعاب المتوسطية»، ونجاحها باحتضان «الشان» مطلع السنة المقبلة، سيمكّنها من احتضان أي منافسة دولية خصوصا مع الملعبين الجديدين للدويرة وتيزي وزو، اللذين سيتم تسليمهما خلال الأشهر القليلة المقبلة.