أطاح فريق مولودية الجزائر بالرائد شباب قسنطينة، عشية السبت، في عقر داره، أين فاز عليه بهدفين دون مقابل لحساب الجولة السابعة من الرابطة المحترفة لكرة القدم، محقّقا الفوز الثالث على التوالي والثاني تحت قيادة المدرب التونسي المخضرم فوزي البنزرتي، الذي ظهرت لمسته على خطة وطريقة اللعب الجديدة للفريق. تكبّد فريق شباب قسنطينة أول هزيمة له في الموسم الكروي (2022 – 2023) على يد الضيف مولودية الجزائر، بعد تحقيقه أربعة انتصارات وتعادلين منذ انطلاق الموسم. العميد ظهر بوجه قوي أمام "السي. أس. سي"، وحقق ثالث فوز له على التوالي نصبه في المركز الخامس برصيد 11 نقطة وبفارق 3 نقاط عن الشباب، الذي خاض المواجهة وسط غياب "السنافر" عن مدرجات ملعب بن عبد المالك، بسبب معاقبتهم على خلفية أحداث الداربي أمام وفاق سطيف. العميد دخل اللقاء دون مقدّمات، وتمكّن من فتح باب التهديف بعد مرور ربع ساعة عن انطلاق المواجهة، بعدما قاد المهاجم خير الدين مرزوقي هجمة عبث على إثرها بمدافعين، وقذف الكرة بيسراه في الزاوية البعيدة، لترتطم الكرة بالعارضة وتدخل شباك حارس المنتخب الوطني للمحليين شمس الدين رحماني. أعطى هدف السبق الذي سجّل مبكرا ثقة أكبر للاعبي المولودية، الذين واصلوا الضغط على دفاع الشباب، ليعود ابن مدينة عين الدفلى ثلاثة دقائق بعد ذلك، ويستغل كرة أرضية قدمها له زميله طاهر فتح الله على طبق، يروّض بيسراه ويقذف باليمنى مسجلا هدفا جميلا آخر، هو الثالث بالنسبة له منذ انطلاق الموسم الكروي. أصحاب الزي الأحمر والأخضر واصلوا الضغط على الشباب طيلة المواجهة، وصنعوا العديد من الفرص السانحة للتهديف بعدما استغلوا الأطراف جيدا، لكن التسرع أحيانا وفطنة الحارس أحيانا أخرى حالة دون تسجيل أهداف أخرى، لينتهي اللقاء على وقع فوز جديد لكتيبة البنزرتي. تحرّر لاعبو المولودية كثيرا من الناحية المعنوية منذ إقالة المدرب البوسني فريد هادزيبيجيك من على رأس العارضة الفنية، بعد هزيمة أمام شبيبة الساورة في الجولة الأولى وتعادلين أمام اتحاد بسكرة وأمل الأربعاء على التوالي، حيث عانق رفقاء بطل العرب أيوب عبد اللاوي الفوز الأول بالموسم الكروي، أمام نجم مقرة مباشرة بعد رحيله أين تغلبوا عليه بواقع هدفين دون رد. ديناميكية الانتصارات تواصلت تحت قيادة فوزي البنزرتي، الذي أعطى نفسا جديدا للاعبين وساعدهم على استعادة الثقة، حيث أطاحوا بجمعية الشلف بهدفين لواحد الأسبوع المنصرم بملعب الدار البيضاء بالعاصمة، وواصلوا التألق أمام الرائد شباب قسنطينة، الذين تغلبوا عليه بالأداء والنتيجة السبت، ليعربوا عن نواياهم في لعب الأدوار الأولى هذا الموسم، خصوصا أنّهم يملكون لقاء متأخرا عن الجولة الرابعة ضد بطل النسخ الثلاثة المنصرمة الغريم شباب بلوزداد. سيتمكّن الطاقم الفني الجديد من استغلال تأجيل مباراة الداربي الكبير بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، لحساب الجولة الثامنة بسبب مشاركة أبناء سوسطارة في المنافسة القارية، من أجل تصحيح بعض الأمور التقنية والتكتيكية في طريقة لعب الفريق، حتى يظهر العميد بوجه أفضل خلال اللقاء المقبل، بعدما أكّد البنزرتي في أول ندوة صحفية عقدها مباشرة بعد إمضائه على العقد، "الفرق الكبيرة جمهورها يبحث عن النتائج الفورية، ولن يصبر عليك حتى تقوم بتكوين فريق تنافسي"، وأضاف "علينا تحقيق النتائج في اللقاء الأول الذي أشرف عليه، وتصحيح الأخطاء يكون أثناء المواجهات والحصص التدريبية". تحسّنت طريقة وأسلوب لعب فريق مولودية الجزائر في اللقاءين الأخيرين، حيث غيّر أكثر مدرب أفريقي تتويجا بالألقاب خطة لعب الفريق من خطة دفاعية محضة بخمسة مدافعين محوريين، عجز الفريق عن تسجيل على إثرها أي هدف خلال ثلاثة مواجهات متتالية، إلى خطة هجومية (4 – 3 – 3) التي تحرر فيها المهاجمون، وتمكّنوا من تسجيل 6 أهداف منذ رحيل هادزيبيجيك، ثلاثة منها للمهاجم مرزوقي وهدف لكل من (فتح الله، ذبيح، حميدي). مرزوقي يطرق أبواب العودة إلى منتخب المحليّين من جهة أخرى، استرجع القنّاص مرزوقي عافيته منذ تعيين المدرب التونسي فوزي البنزرتي على رأس العارضة الفنية للعميد، حيث تمكّن من تسجيل ثلاثية في ظرف 7 أيام، وهو ما عجز عنه منذ أول جولة من الموسم الكروي بتاريخ 27 أوت المنصرم، الأمر الذي يؤكّد بأنّ صاحب الثلاثين ربيعا سيكون له دور كبير في قيادة المولودية للعودة إلى الواجهة هذا الموسم، ومحاولة تسجيل أزيد من 14 هدفا، بعدما هزّ شباك المنافسين خلال 14 مناسبة موسم (2020 – 2021) بألوان فريقي شبيبة سكيكدة وشباب بلوزداد، كما تمكّن الموسم المنصرم من تسجيل نفس العدد من الأهداف رفقة شباب بلوزداد. العودة القويّة للاعب السابق لفريق سريع غليزان ستجعله يعود لحسابات الناخب الوطني للاعبين المحليين مجيد بوقرة، الذي أكّد خلال التربص المنصرم بأن البطولة الوطنية تزخر بلاعبين مميزين في كل المناصب إلا منصب المهاجم الحر القناص، وعلّل وقتها منحه الفرصة لمهاجمين جديدين لأول مرة خلال تربص شهر سبتمبر المنصرم، يتعلق الأمر بمهاجم اتحاد العاصمة أيمن محيوص، الذي تمكّن من تسجيل ثنائية أمام نيجيريا والسودان، ومهاجم شبيبة القبائل نزلة الذي تعرّض لإصابة خطيرة السبت، قد تبعده بنسبة كبيرة عن المنافسة الرسمية إلى ما بعد نهائيات "شان" الجزائر 2023، حيث قال بالحرف الواحد "بالرغم من أنّهما لم يبرزا مع انطلاق الموسم لكنهما يملكان إمكانيات يمكن استغلالها مستقبلا". وتابع "لا نملك الخيار، كل نهاية موسم المهاجمين الذين يبرزون يتنقّلون للاحتراف، وهو ما جعل البطولة تفتقر للمهاجمين، ما يصعب مأموريتنا لإيجاد الحلول المناسبة". تصريح بوقرة يؤكّد بأنّ مرزوقي الذي استفاق منذ قدوم البنزرتي، لن يتأخّر في العودة إلى صفوف المنتخب الوطني للمحليين، وسيكون حاضرا في تربص نهاية شهر أكتوبر الجاري، ما قد يشفع له لتحقيق حلم طفولته بخوض أكبر منافسة قارية منذ انطلاق مسيرته الكروية، بالمشاركة في نهائيات "الشان" التي ستحتضنها الجزائر مطلع السنة المقبلة، والعمل على كتابة اسمه في سجل نجاحات كرة القدم الجزائرية.