كل عبارات الصداقة والسلام للشعب الجزائري الذي يعيش بحرية وكرامة استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس بالجزائر العاصمة، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، الكاتب المكلف بالعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية بحاضرة الفاتيكان. وعقب اللقاء، أدلى رئيس الأساقفة بالتصريح الصحفي التالي: «إنني سعيد بزيارتي للجزائر، هي فرصة لتقديم أسمى عبارات الصداقة والسلام، من قبل بابا الفاتيكان فرانسوا، لكل الشعب الجزائري الذي يعيش بالحريّة والكرامة. في خضم الاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية، نستحضر سنة 1962 التي عرفت حدثين مهمين بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، وبالنسبة للجزائر، في 2022، تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى افتتاح سفارة الفاتيكان، والجزائر تحتفل بالذكرى الستين لاسترجاع سيادتها واستقلالها. في فترة تتميز بعنف كبير، يسعى الفاتيكان إلى إيجاد حلول سلمية، تكتمل من خلال تعزيز أواصر الأخوة، وكذا العودة إلى الله الذي ندعوه ونتضرع إليه لإحلال السلام... عالمنا متعطش للسلام، لتحقيق هذا السلام، وجب تضافر جهود الجميع، في عالم ما يزال متأثرا بتداعيات الأزمة الصحية.. وجب علينا جميعا تطوير آليات فعالة لحفظ السلام، ووضع كرامة الإنسان في صلب قراراتنا. إننا مدعوون لبناء سلام شامل، وفي خضم تلك العلاقات الدولية الصعبة التي نعيشها، تسعى الكنيسة الكاثوليكية جاهدة لإحلال السلام عبر العالم. إن الجزائر بلد لحضارات ضاربة في التاريخ، على أرضها سكن المسيحيون والمسلمون.. على أرض هذا البلد، عاش القديس أغسطين، وسان شارل دوفوكو، أستحضر هنا ما قاله البابا فرانسوا الأول في رسالته: نحن جميعا إخوة.. الأخوة هي تلك التي تجمع البشرية جمعاء، تجعلهم سواسية في إطار حوار دائم للديانات.. أتمنى للجزائر كل النجاح في القمة العربية التي ستحتضنها والتي ستكون موعدا مهما لتعزيز أواصر الحوار، الوئام، ومن أجل مواصلة إحلال علاقات الأخوة». بلمهدي يستقبل رئيس الأساقفة بحاضرة الفاتيكان استقبل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، أمس، رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، الكاتب المكلف بالعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية بحاضرة الفاتيكان، أين تبادل الطرفان سبل تعزيز علاقات التعاون في الشأن الديني. وفي تصريح للصحافة، أكد بلمهدي أن اللقاء كان «فرصة لتبادل الرؤى والتجارب فيما يخص محاربة الخطاب الديني المتطرف، ومواجهة خطابات الكراهية التي تجرمها قوانين الجمهورية الجزائرية». وأبرز في ذات السياق، «عمق العلاقة بين الحريات وحقوق الإنسان في الجزائر كما وردت في دستور 2020»، مؤكدا أن «الجزائر، ومن خلال قوانينها السارية المفعول، تمكنت من تبوء مقعد في مجلس حقوق الإنسان الأممي، وهذا دليل قاطع - كما قال - على تمكنها من قطع أشواط كبيرة في المجال». وأضاف الوزير أن مجالات التعاون مع حاضرة الفاتيكان مختلفة الجوانب، «والسعي متواصل لتطويرها من خلال العمل الإنساني الذي يخدم الجميع». من جهته، أشار رئيس الأساقفة إلى أن «الجزائر لطالما كانت بلدا للتعايش والتنوع، وهو ما يتجلى بين مظاهر الديانة الإسلامية والمسيحية فيها»، مبرزا أن «مجالات التعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف واسعة وكلها ستكون لصالح الجميع».