يرى الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية الدكتور المصري مصطفى يوسف، أن «الجزائر الدولة الوحيدة المؤهلة لقيادة القمة العربية حاليا لإحداث نوع من التكامل الاقتصادي خاصة في مجالات الغذاء والطاقة». أشار الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى يوسف في حديث ل «الشعب «، إلى أن الدور الوازن للجزائر يتيح فرص إنجاح تعاون عربي مشترك خلال هذه القمة. وتحدث الدكتور مصطفى يوسف، عن تميز القمة العربية المنعقدة بالجزائر يومي 1 و2 نوفمبر 2022، واختلافها عن سابقاتها. وتوقع محدث «الشعب» أن «تكون القمة العربية المنعقدة بالجزائر هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، لأن الجزائر حكومة وشعبا تنحاز للقضية الفلسطينية وهي في القلب حقيقة وليس مجازا». وأرجع سبب هذا التوقع إلى «مكان انعقاد القمة العربية ونوعية القيادة الحالية، خاصة وأن الشعب الجزائري موقفه ثابت من القضية الفلسطينية». وبخصوص الجديد الذي ستخرج به قمة الجزائر بشأن العمل العربي المشترك والتكتل الاقتصادي، قال إن «الدول العربية تستطيع بقيادة الجزائر التي تعتبر الدولة الوحيدة المؤهلة للقيادة حاليا، القيام بنوع من التكامل الاقتصادي خاصة في مجالات الغذاء والطاقة ولو ساعدت الدول النفطية الدول غير النفطية، يمكن أن يكون هناك اكتفاء دون اللجوء إلى الدول الغربية في التمويل» وأضاف: «في حال التكامل الاقتصادي من ناحية التمويل، الغذاء والطاقة ستحل مشاكل الدول العربية، ونحن نعول على الإرادة السياسية ودور الجزائر في ذلك، ونتمنى من رؤساء الدول العربية أن يتم هذا التكامل وحل المشاكل التي تهددها لأننا من أكثر المناطق هشاشة بالرغم من كل الثروات». وبالحديث عن إمكانية نجاح الجزائر في لمّ شمل العرب والخروج بعمل عربي مشترك، أكد الباحث في الاقتصادي السياسي أن «العمل العربي المشترك أصبح ضرورة ملحة ولم يعد أمرا ظرفيا والعالم اليوم يمر بأزمة اقتصادية كبيرة جدا وبالأخص الدول غير النفطية والدول ذات الاقتصاد المتهرئ والتي تمر بأزمات طاحنة تهدد الاستقرار والأمن القومي بالعالم العربي». وفي هذا السياق، أوضح أن «الأزمات الاقتصادية تقتضي تعاونا عربيا مشتركا»، وتوقع «نجاح الجزائر في جمع الدول العربية والعمل على نوع من التكامل الاقتصادي، وذلك لما للجزائر من ثقل ومكانة في قلوب الشعوب العربية واحترام لدى الرؤساء العرب». وفيما يخص توقعات الخبراء، لتميز القمة العربية بالجزائر على الصعيد الاقتصادي واختلافها عن سابقاتها، برّر محدثنا ذلك أنه يكمن في «الظرف التاريخي القاسي الذي يمر به العالم أجمع والمنطقة العربية بالأخص، ولهذا نحاول أن نغير التوقعات السلبية في المنطقة عن طريق تكامل الدول العربية التي يجمعها رباط الدين واللغة والتاريخ المشترك خلال هذه القمة». وباعتبار أن ملف الأمن الغذائي المطروح على جدول أعمال قمة الجزائر، يهدف للارتقاء بنسبة الاكتفاء الذاتي، يتعين على الدول العربية، حسب مصطفى يوسف، أن «تتكامل من خلال إعلاء المصلحة العليا للشعوب العربية لإضفاء تكامل عربي غذائيا وطاقويا.