يُراهن الفلسطينيون على القمة العربية التي تنعقد بالجزائر يومي 1 و2 نوفمبر 2022، لاستكمال المصالحة التي نجحت الجزائر بعقدها بين الفصائل الفلسطينية، حسب ما أكده الباحث والمختص في الدراسات الإستراتيجية الدكتور الفلسطيني، حسين رداد. قال الدكتور، حسين رداد في تصريح ل "الشعب"، إن "الفلسطينيين يراهنون ويعقدون آمالا كبيرة على هذه القمة العربية والقادة العرب بقيادة الجزائر، لاستكمال ملف المصالحة التي نجحت الجزائر بعقدها بين الفصائل الفلسطينية والذي ينص أحد بنوده على تشكيل لجنة عربية تتابع انجاز هذا الملف". وأضاف: " نحن كفلسطينيين ننظر لهذه القمة على أنها ستُعيد للقضية الفلسطينية اعتبارها، إضافة الى مناقشة بعض القضايا العربية منها: اليمنية، الأزمة الليبية، العراقية، اللبنانية، السودان، إضافة إلى ملأ الفراغات الإستراتيجية للدول العربية". وتابع: "يتطلع الشعب الفلسطيني لهذه القمة بقيادة الجزائر الى انجاز جديد ويأمل في مواصلة الدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية الذي تراجع مؤخرا". وأشار محدثا "الشعب" إلى أن "الدولة الوحيدة التي استمرت في دعم الفلسطينيين هي الجزائر، إضافة إلى أن المراهنة على اجتماع القمة العربية في هذه الدورة كبير والقمة العربية على مفترق طرق تاريخي". وبخصوص توقعاته بشأن نجاح قمة لمّ الشمل العربي المنعقدة بالجزائر، يرى الدكتور حسين رداد، أن "هذه القمة تكتسي أهمية استثنائية وتكاد تكون إستراتيجية نظرا لتوجه العالم الغربي للطاقة". واعتبر حسين رداد أن "القمة العربية المنعقدة بالجزائر في هذا التوقيت بالذات، قمة مصيرية لما تطرحه من ملفات على رأسها ملف القضية الفلسطينية وتكتسي أبعادا وأهمية إستراتيجية إضافة إلى عنصري الزمان والمكان". وبرر كلامه بالقول: "من حيث المكان، إن الجزائر معروف عنها إخلاصها للحلفاء التقليديين والتزامها بقضايا الأمة العربية خاصة القضية الفلسطينية، ومن حيث الزمان، القمة العربية تعقد في ظروف استثنائية وفرص تكاد تكون تاريخية بالنسبة لها". وتحدث المختص في الدراسات الإستراتيجية عن "سعي الجزائر لاستئناف دورها الطبيعي الإقليمي العربي والدولي كدولة إقليمية وازنة، إضافة الى العامل الذاتي الذي تسعى الجزائر من خلاله الى قيادة هذه المنظمة لتكون في العالم الذي يتشكل نتيجة المتغيرات الدولية الجديدة والذي بدأت إرهاصاته بالظهور ومعالمه بالتكون خاصة أنه يؤمن بالتكتلات الإقليمية والدولية ولا يهتم بالكيانات الصغيرة". ويرى المختص، أن "الأمة العربية على مفترق طرق تاريخي وعلى الدول العربية أن تأخذ مكانها في هذا النظام العالمي وتطرح القضايا التي تم تأجيلها لعقود طويلة ومنها القضية الفلسطينية". وأكد أن "كل هذه المعطيات تبين أن هذه القمة تأخذ بعدا استراتيجيا مهما وعلى قاد الدول العربية المجتمعون في الجزائر أن يكون لهم موقفا تاريخيا من هذه القضايا المطروحة والاحتياجات الدولية خاصة ما تعلق بالشأن الطاقوي والغذائي والأمن السبيراني والبيئي". وختم بالقول إن "الجزائر تحرص على تنظيم القمة العربية في أحسن الظروف والخروج بنتائج وتوصيات لصالح شعوب هذه الدول".