حافظت معظم المنتخبات الكبيرة على تقاليدها العريقة في المونديال من خلال التواجد في ربع النهائي، على غرار حامل اللقب هولنداوفرنسا، إضافة إلى قطبي الكرة في أمريكا الجنوبية الأرجنتين والبرازيل دون نسيان كرواتيا وإنجلترا، حيث يصعب لحد الآن التكهن بمن سينال شرف التتويج باللقب العالمي بالنظر إلى التقارب الكبير في المستوى. نجحت معظم المنتخبات الكبيرة في التواجد على مستوى الأدوار المتقدمة لكأس العالم، والأمر المميز هو التقارب الكبير في المستوى بين معظم المنتخبات الكبيرة التي وصلت الى ربع النهائي، ولا يوجد منتخب له أفضلية على حساب منتخبات أخرى، حيث يبقى التشويق والإثارة عاملين مهمين خلال المباريات المقبلة. المنتخب الفرنسي حامل اللقب وصل الى ربع النهائي بأقل جهدو، وانهزم في المباراة الثالثة أمام المنتخب التونسي، وأجرى ديشان عدة تغييرات على التشكيلة. لم يلعب "الديوك" مبارياتهم بنسق مرتفع في معظم فترات المقابلات التي أجروها لحد الآن، حيث ستكون مباراة انجلترا اختبارا حقيقيا لزملاء مبابي. المنتخبان الانجليزي والهولندي واجها بعض الصعوبات في الدور الأول، ولكن الأمر كان منتظرا خاصة أن مستواهما الفني كان يرتفع تدريجيا من مباراة لأخرى حيث "كشّرا" عن أنيابهما خلال مباراتي ثمن النهائي بعد أن اكتسح زملاء هاري كين منتخب السنغال بثلاثية كاملة، ونفس الامر انطبق على منتخب هولندا، الذي فاز على الولاياتالمتحدةالأمريكية بثلاثة أهداف مقابل هدف. المنتخب الانجليزي يمتلك جيلا مميزا من اللاعبين، وهناك من يرى أن المدرب ساوثغيت له فرصة أخيرة من أجل التتويج بلقب مع هذا الجيل الذهبي، الذي خسر نهائي كاس أوروبا، والآن هو على موعد مع المنافسة على لقب المونديال لكنه مطالب بتجاوز عقبة بطل العالم منتخب فرنسا. المنتخب الهولندي لم يكن مقنعا بدرجة كبيرة خلال الدور الأول، إلا أنه خلال مواجهة ثمن النهائي ظهر بتوازن كبير ونقاط قوة واضحة للعيان، حيث يبدو أن مستواه الفني ارتقى أكثر فأكثر، وسيكون عليه تجاوز عقبة المنتخب الأرجنتيني، الذي نجح هو الآخر في استعادة كبريائه بعد الخسارة المدوية في المواجهة الأولى أمام المنتخب السعودي. ليونيل ميسي من العوامل المهمة في عودة الأرجنتين الى الواجهة بعد مرحلة شك كبيرة، اعترف بها المدرب سكالوني الذي كشف أنه لم يتذوق طعم النوم بعد الخسارة أمام المنتخب السعودي، إلا أن امتلاك لاعب في قيمة وقوة ميسي يبقى أمرا ايجابيا بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني. المنتخب البرازيلي هو الآخر أظهر قدرات فنية كبيرة رغم الخسارة المفاجئة أمام الكاميرون، ولكن عدم أهمية المباراة والتغييرات الكبيرة التي قام بها المدرب أثرت على المستوى الفني لمنتخب "السامبا"، الذي استعاد توازنه، وأكد على علو كعبه عقب الفوز الكبير الذي حققه على منتخب كوريا الجنوبية في ثمن النهائي. المستوى الفني مرشح للارتفاع أكثر فأكثر بداية من مباريات ربع النهائي، التي ستعرف مواجهات قوية بين أكبر المنتخبات المشاركة، وهي المباريات التي ستعرف ارتفاعا مرتقبا في المستوى الفني بالنظر الى قيمة اللاعبين التي تمتلكها هذه المنتخبات، والذين ينشطون في أكبر الأندية الاوروربية. مونديال قطر حقّق نجاحا باهرا من الناحية التنظيمية وحتى من الناحية الفنية، ستزداد الأهمية والاهتمام بداية بمواجهات ربع النهائي التي ستكون على شكل نهائيات متفرقة من الصعب التكهن بمن سيفوز بالنظر الى التقارب في المستوى بين معظم المنتخبات، ومن يكون في يومه هو من سينجح في الظفر بالفوز. المتابعة الجماهيرية ستكون كبيرة، والنجاح الفني سيزيد من قيمة وقوة المونديال، حيث ستحظى المباريات المقبلة بنسب مشاهدة قياسية سواء على أرضية الميدان أو خلف الشاشات.