ستون عاماً هي عمر شمس حريتنا وكرامتنا وثوريتنا جريدة «الشعب» الجزائرية صوت الثورة والحرية والكفاح الوطني شعلة الرفض للظلم والقهر والاستعمار والاستعلاء راية الجماهير تحمل جراح الثائرين في خنادق الثورة يرفضون الاستغلال والهيمنة. ستون عاماً وشعلة الإصرار تضيء بالوعي والمعرفة والإدراك الوحدوي ساحات الجزائر الإباء عاصمة الثورات وقبلة الأحرار. ستون عاماً نضيء أنوار جريدة سطرت التاريخ بأقلام حراس الجزائر وهويتها قادة الخندق والقلم والتغيير. إنها صوت الفقراء أولاً ونبض الشعب الحر الذي هزم بالإرادة الكفاحية والوحدة والروح الثورية كل الطامعين والمستعمرين. والحقيقة أن تاريخ انطلاقة جريدة «الشعب» عام 1962 مثلما أسس بوحدة الخندق والاشتباك والوعي الوطني المعرفي في جزائر الثورة والفداء والمجاهدين تلتقي بروحها ورسالتها ونهجها مع رسالة الميلاد الثوري الفلسطيني، حيث توحدت ما يزيد على 45 خلية في إطار هيكل البناء الثوري لحركة فتح. ولتكون هذه الولادة الثورية في مسيرة جريدة «الشعب» الجزائرية رحلة عمالقة حملوا الثورة ناراً ونوراً وبشارى ومعرفة وآمنوا أن الوعي الوطني والانتماء الصادق حصانة ثوار جبهة التحرير الوطني الجزائرية. وفي ذكرى انبعاث صوت الجماهير والفقراء والأحرار وهي تبحر دون توقف تحمل آمال كل الأحرار وعشاق الحرية والمؤمنين بالعدالة والمساواة والمواطنة والوحدة والكرامة الإنسانية. وفي سنوات عطائها المتوهج كانت فلسطين والأسرى الفلسطينيين قمراً لهذه الشمس الثورية المعرفية الفكرية. لن يغيب نبض الثوار القادة المؤسسين لها ولتبقى حارسة الوطن الحبيب الجزائري والساهرة على تراب أرض المليون شهيد في جزائر الثورة والفدائيين والعروبة والاستقلال. كم غنينا للجزائر في زنازين التحقيق الصهيوني وكم كانت ثورة الجزائر طليعة ونموذجاً نستشهد فيه في حربنا الشعبية ضد آلة البؤس الصهيوني وأنا في رحلة الأسر منذ عام 1984 حيث أمضيت تراكمياً لهذا الوقت حوالي 31 عام في سجون الاستعمار الصهيوني لن أنسى حينما تعرضنا عام 1992 لأبشع أنواع التحقيق العسكري كيف كنا نصمت ولا نعترف خجلاً من اسم الفدائية الجزائرية جميلة بو حيرد التي كم تمنيتُ أن ألتقي بها أو أسمع لو كلمة منها لأنها كانت ومعها كل ثوار الجزائر طلائع تمدنا بالعزيمة والصبر. وكل هذا التاريخ كان لجريدة «الشعب» الأصيلة عنوان الشعب والجماهير والأحرار ودعاة الحق والانسانية السبق والمبادرة لتكون جسر التواصل مع كل أحرار العالم وصوت كل الثوار لأجل التحرير والسيادة والاستقلال. فطوبى لجريدة «الشعب» الجزائرية في هذا الميلاد المتجدّد طوبى لها ذكرى انطلاقتها طوبى لصوتها طوبى لأفكارها والمجد لها وسنبقى كأسرى فلسطينيين نحملها في قلوبنا وعقولنا ورحلة معاناتنا وجوعنا وصبرنا في زنازين الموت والحصار الصهيوني نبض شعب لا يساوم وفكرةً لن تركع ولن تساوم. وهنيئاً لجريدة الشعب الجزائرية هذه الذكرى عاشت الذكرى والذكرى عهد ووفاء ورحلة كبرياء لا تنحي لأي عواصف