المهرجات الثقافية.. من التظاهرات الفنية والثقافية التي توليها الجهات الوصية اهتماما خاصا، بحسب مرسوم تنفيذي رقم 03 - 297 مؤرخ في 13 رجب عام 1424 الموافق 10 سبتمبر سنة 2003، والذي يحدّد شروط تنظيم المهرجانات الثقافية وكيفياته، حيث تتواصل هذه الفعاليات عبر مختلف جهات الوطن، الدولية منها والوطنية والمحلية. تولي الدولة الجزائرية إلى يومنا هذا اهتماما بالثقافة بمختلف توجهاتها، حيث تعدّ المهرجانات الثقافية واحدة من التظاهرات التي تعمل على أن تنظم في موعدها المحدّد، فبالرغم من تداعيات جائحة كوفيد19 والتي ألقت بضلالها على مختلف النشاطات والتظاهرات الثقافية، حيث أسدل الستار عليها لمدة قاربت العامين، تعود اليوم إلى الواجهة أكثر قوة وأكثر نشاطا، في إطار مواصلة جهود الدولة في ترقية الفنون وتشجيع الابداع الفني والأدبي والعمل الثقافي وتطويره. عودة المهرجانات هي عودة الروح الثقافية إلى مختلف المؤسسات والصروح عبر الوطن، عودة الثقافة إلى جمهورها الذي بات متعطشا لمثل هذه المناسبات بعد أن غُيبت عليه لسنتين كاملتين، ومع تراجع وباء كورونا، لم يتوان القائمون على قطاع الثقافة في الجزائر في إعادة بعث مختلف النشاطات الثقافية والفنية، وهي المبادرة التي ثمنها عشاق ورواد الثقافة، لتكون المهرجانات الثقافية واحدة من التظاهرات التي عادت إلى الساحة، على غرار المهرجانات الدولية التي برزت من جديد بقوة، لتحتضن الجزائر ضيوفها في إطار اجراءات صحية صارمة، وكل ذلك من أجل انجاح الحدث الثقافي. يعتبر المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في طبعته ال12 أحد المهرجات الذي سعى منظميه لعودته للمشهد الثقافي الجزائري، حيث ضرب موعدا لعشاق الموسيقى الكلاسيكية من 15 إلى 20 أكتوبر الماضي مع أكثر من 70 عازفا من 13 بلدا أجنبيا، كما لم يتخلّف مهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم) عن عشاق الفن السابع والذي عاد بدوره بعد أن عصفت به الجائحة لمدة سنتين، ليكون الموعد من 1 إلى 10 ديسمبر الجاري مع أفلام «الذاكرة والمقاومة» تحت شعار «الكثافة والتنوع». كما كان الفن التاسع في الموعد من 4 إلى 8 أكتوبر الماضي، حيث كانت عودة المهرجان الدولي للشريط المرسوم (فيبدا) موفقة، بمشاركة رسامين جزائريين وأجانب من 12 بلدا منها اليابان ضيف الشرف الطبعة ال14 التي حملت شعار «لنرسم تراثنا»، كما أن القائمين على مهرجان تيمقاد الدولي بباتنة لم يتأخروا في إعادة بعته هذه السنة، لتكون الطبعة ال42 فرصة لعودة النشاطات الثقافية والفنية بعاصمة الأوراس، ومشاركة عدة أسماء فنية معروفة من الجزائر وكذا فلسطين وتونس ولبنان، في هذه التظاهرة التي تعتبر من أعرق المهرجانات في الجزائر والتي كانت تعرف اقبالا منقطع النظير لسكان باتنة، خصوصا وأنه عرف مشاركة أكثر من 24 دولة والتي اعتبرت أكبر مشاركة في المهرجان بعد الجائحة. كما شهدت مدينة مستغانم عودة فعاليات الطبعة ال53 من «المهرجان الثقافي الوطني لمسرح الهواة»، والذي أكدت الجهات الوصية على إعادة بعثه من جديد بعد الجائحة، على اعتبار أنه يعد من أعرق الفعاليات الثقافية المسرحية ليس في الجزائر فقط، وإنما في إفريقيا والوطن العربي، ولكونه يعتبر أيضا مدرسة فنية مهمة في المشهد المسرحي الجزائري والمسرح العربي على حدّ سواء..