«الشعب" تنفرد بصفحتين للثقافة ونتمنى منح المبدعين مساحات للنشر الحديث والدردشة ممتعان جدا مع رجل مثقف ومتواضع وطيب مثل الشاعر السطايفي المعروف صالح بولعراوي،انه احد شعراء العصر الشعبي الذهبي في بلادنا في السبعينات ،لم يتردد لحظة واحدة في الإدلاء لنا برأيه في مسيرة جريدة “الشعب" التي تحتفل في هذا الشهر بالذكرى الخمسين لتأسيسها، الذي يرمز لحدث نضالي بارز في ثورتنا، وفي نفس الوقت جاء في سنة احتفال الجزائر قاطبة بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية. الشاعر صالح بولعراوي المعروف بالمنطقة هو من جيل شعراء السبعينات، شارك بقصائده الجميلة في إحياء العديد من الأمسيات الشعرية الرقيقة بسطيف والعديد من ولايات الوطن ،له أعمال جمعها في ديوان شعري اختار له عنوان (من ذاكرة الحرف المتوهج )، أستاذ بثانوية مليكة قايد بسطيف في مادة الأدب العربي ومدير مكتب سطيف منذ سنوات لجريدة النصر العمومية الصادرة بقسنطينة . وقد عاد في الحديث معنا إلى مشواره الشعري والصحفي معرجا على علاقته بجريدة “الشعب" التي يعتبرها مدرسة الصحافة الوطنية التي تخرج منها الجيل الأول للصحفيين بالقلم العربي في الجزائر أيام كانت الأولى دون منازع وطنيا مع صحيفتي النصر والجمهورية ،كما أصر على وصفها بعميدة الصحافة الجزائرية التي لم تفقد مكانتها لدى المثقفين خاصة الجيل القديم ،وبالمناسبة قدم تعازيه لاهل الاستاذ محمد فارح الذي انتقل الى رحمة الله الاسبوع لماضي، وهو احد الفاعلين القدامى في الجريدة بما كان ينشره خدمة للحرف العربي الذي مازالت جريدة “الشعب" تدافع عنه باستماتة من خلال اللغة الجيدة التي تكتب بها الجريدة . وعن مكانة الصحيفة حاليا في المشهد الاعلامي الوطني الحالي الذي يشهد ازدحاما كبيرا ومنافسة شرسة من بعض الجرائد الخاصة التي تظهر من حين لآخر ، أشار الشاعر بولعراوي انه رغم كل ذلك إلا أن مكانتها في قلوب الناس ما زالت ثابتة حتى وان قل عدد قرائها وهي ظاهرة تعيشها معظم الجرائد، وارجع ذلك الى الموضوعية والمصداقية اللتين تتمتع بهما الصحيفة بعيدا عن الإثارة المبالغ فيها التي أصبحت موضة العصر، وهي نقطة ضعف كل الإعلام العمومي بكل أصنافه، منوها بالعمق في المعالجة والتحليل للمواضيع المتناولة خاصة في الملفات التي درجت عليها ومنها الملف الثقافي ،وبخصوص المستوى الحالي للجريدة أشار هذا المثقف إلى التحسن الملحوظ في الشهور الأخيرة الذي طرأ على محتوى وشكل الصحيفة، واوعز ذلك للطاقم الإداري الجديد على رأس الجريدة ،وان أشار إلى ضرورة بذل المزيد لاستعادة المكانة القديمة ،وهذا لن يكون حسبه إلا بالعمل المتواصل والإصغاء لانشغالات القراء، وحول مضمون الصفحة الثقافية عبر عن إعجابه بالمحتوى وتخصيص الجريدة في بعض الأحيان لصفحتين كاملتين يوميا تتناول فيهما الحدث الثقافي الوطني بكل أنواعه بموضوعية ورزانة ،داعيا إلى تخصيص بعض المساحات للأقلام الشابة والأعمال الإبداعية في الشعر والقصة مثلما كان عليه الأمر في السابق،وبمناسبة احتفال الجريدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها أبى شاعرنا إلا أن يتقدم بكل تهانيه القلبية لكل طاقمها متمنيا للصحيفة العريقة كما وصفها كل النجاح والتوفيق والازدهار.