احتفاء بعيدها الخمسين، المصادف لخمسينية الجزائر برعاية سامية من فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، ووسط أجواء بهيجة، أقامت «الشعب» حفلا تكريميا، على شرف المدراء الذي تعاقبوا عليها منذ تأسيسها، سهرة أول أمس، بقصر الثقافة مفدي زكريا، عرفانا بما قدموه لأم الجرائد، كل في مرحلة معينة تشكل جزءا قيّما من مشوارها الأصيل المساير لحراك كل الحقب والأشواط التي قطعتها الجزائر غداة الاستقلال. وتداول على «الشعب»، منذ ال11 ديسمبر 1962، تاريخ التأسيس، 16 مديرا عاما سخر كل واحد منهم، كفاءته ومهنيته وخبرته، خدمة للقارئ، وخدمة للعنوان الحامل لتاريخ وآلام وآمال الشعب الجزائري، وحافظ على الخط الوطني المواكب لكل ما يسهم في البناء والتشييد، وبهدية رمزية قيمة معبرة، تمثلت في ريشة كتبت اسم «الشعب»، وشهادة اعتراف وتقدير، وبحضور وزير الاتصال محمد السعيد، ووزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله المديرين السابقين، وممثلين للوزراء والهيئات الرسمية، وبعض الوجوه العلمية والاعلامية البارزة وعمال الجريدة جرت مراسيم تكريم، محمد الميلي وتسلم الهدية نيابة عنه يوسف فارح احد مؤسسي الجريدة، وبعده عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة الحالي، الذي ناب عنه المستشار بمجلس الامة عبد المجيد بن حديد، ليأتي الدور على العربي زبيري، وزوبير سيف الاسلام، وبوعبد الله غلام الله وزير الشؤون الدينية والاوقاف، ومحمد السعيد وزير الاتصال، وسلما لبعضهما البعض الهدية. وناب عن الهادي بن يخلف الذي منعه المرض من الحضور، علي قومغار، وكرم بعده كل من علي مفتاحي، و الراحل عيسى مسعودي، ومحمد سعيدي الذي تسلمت ابنته الهدية التكريمية نيابة عنه، وجاء الدور بعدها على محمد بوعروج، والمرحوم كمال عياش وحضر اخاه الاكبر عبد الحق ونجله امين دعوة التكريم، كما استلم هدية العرفان والتقدير محمد بن زغيبة، ومحمد العربي عبد الرحماني وعز الدين بوكردوس والمديرة الحالية امينة دباش، هذه المراسيم التكريمية، جرت في اجواء حميمية مميزة، طبعها الحفل الذي نشطه كل من الصحفي جمال اوكيلي، والصحفية فاطمة الزهراء طبة، اللذان كان اداؤهما رائعا فوق المنصة. كان تكريم «الشعب»، في حفل خمسينية تأسيسها، لمدرائها العامين، فرصة لوجوه تعارفت في ربيع شبابها، في اروقة وصفحات هذه القلعة الاعلامية وام الجرائد الوطنية، للقاء بعد طول غيبة، تجاذبت بالتذكار والنقاش بدايات «الشعب» وواقع الصحافة اليوم، وامس، قبل التعددية وبعدها، وسمحت للضيوف اللذين التفوا حول طاولات قاعة القصر في مادبة العشاء، على وقع انغام الحوزي الاصيل، بتحسس المعدن النفيس لصحيفة عمومية اثبت انها هرم شامخ لا تحركه اعتى الهزات، وان تراجعت فهي لم تزل بل تتجدد مواكبة للمستجدات الحاصلة في حقل الاعلام، واعتبر الحضور على ان حفل خمسينية التأسيس ليس حفلا للذكرى، بل محطة هامة للتقدير والتقييم والتقويم والسعي نحو مرحلة اخرى تتماشى مع هدف خدمة القارئ الذي تحمل اسمه بكل مهنية واحترافية. كما كانت السهرة فرصة، لمن حضر من الشباب بتصفح تاريخ مميز سجلته «الشعب»، باسود على ابيض، والاستبشار خيرا بعمالها الذين تأنقوا وتالقوا بوجوه بشوشة باسمة، في انجاح الاحتفالية ويسهرون على مواصلة المسيرة، والسير على طريق الوصول لكل فئات القراء. وستطفء «الشعب» اليوم المصادف ل11 ديسمبر شمعتها ال50 بعدما كرمت قبل ليلتين مدرائها والمساهمين في هذه المسيرة، وما ان تنطفيء هذه الشمعة حتى تتقد اخرى تأرخ لمسيرة جديدة متأصلة.