تعاني بلدية بكارية الحدودية بولاية تبسة، من نقائص عديدة من الجانب التنموي بسبب اهتراء المسالك وتغطية ضعيفة بالإنارة العمومية، بالإضافة إلى مطالبة سكان عديد المشاتي الواقعة لها بتجسيد مدارس ابتدائية على مستواها وكذا قاعات علاج، ناهيك عن تهديد الفيضانات لبعض المناطق. يشكو أكثر من 13 ألف ساكن ببلدية بكارية الحدودية، جملة من الانشغالات تأتي في مقدمتها سوء الطرقات والمسالك الريفية فعشرات العائلات بحي الجنانات تتحدث عن نقص الربط بالكهرباء وانعدام غاز المدينة، رغم وقوع الحي بالقرب من عاصمة البلدية. تقبع عدة أحياء بالبلدية وسط ظروف أقل ما يقال عنها أنها شبيهة بالريف وأقرب إليه من المدينة، فهي تحوي فقط على مسالك ريفية تربط أحياء المدينة العتيقة، ليضطر السكان التنقل عبر أحد الأودية الذي يقطع حي عمارات جراد ويمر بحي طبة العقبي إذ يُعد تحديا يوميا، خاصة للتلاميذ بسبب انعدام جسر خاص بالمارة، ما يضطرهم العبور وسط الوادي. فحي بوقرة موسى، البساتين، البريد والفيلاج الأبيض ولونيسي وغيرها تعاني من انعدام التهيئة والطرقات وكثرة الحفر والمطبّات وتغرق في الأوحال بمجرد سقوط بعض الأمطار، ما نغص حياة السكان وجعلهم يطالبون كل مناسبة بالتهيئة الحضرية. تذبذب في توزيع الماء رغم أن بلدية بكارية لا تعاني كثيرا من إشكالية توفّر الماء مقارنة ببعض بلديات الولاية الأخرى، إلا أن معظم الأحياء تشتكي التذبذب في توزيع المياه، ويبقى أكثر ما يؤرق سكان البلدية في السنوات الأخيرة الانقطاعات المستمرة في الكهرباء ما كبّدهم خسائر كبيرة في الأدوات الكهرومنزلية التي تتعرّض للعطب بمجردة عودة التيار الكهربائي، ناهيك عن انفجار العديد من هذه الأدوات ما يخلّف حرائق قد تكون خطيرة في حالة غياب صاحب المنزل وأكد السكان أن النقطة السوداء في البلدية هي الإنارة العمومية حيث تغرق المدينة بمعظم أحيائها في ظلام دامس. واد جبيسة وبورمان يهددان المنطقة بالفيضان طالب سكان حي طريق الكويف مقابل جنان الزيتون وحي الجنانات بدراسة مشروع لحماية حيّهم من الفيضانات والتي يعانون منها كل موسم أمطار فتغرق الأحياء بمياه الأمطار ما أجبر معظم السكان على ترك سكناتهم خوفا من سقوطها بسبب الفيضانات التي تجتاح المنطقة كل مرة. وفي ذات الصدد، تحدث لنا شاب من سكان الحي على تعبه الذي ضاع بسبب الفيضان، فالعمل بالأرض وزراعة مختلف المحاصيل وتعب 6 أشهر يذهب أدراج الرياح بسبب الفيضانات وتختفي المحاصيل في لحظات تحت المياه، حيث تلف هذه المحاصيل تتسبب في أضرار مادية كبيرة لأصحابها ما جعلهم يعزفون عن ممارسة الفلاحة بهذه المنطقة التي تنتج مختلف الخيرات من الحبوب والبطاطا والأشجار المثمرة. مشاتي تعاني العزلة يشتكي سكان مشتة بورمان ومشتة الفايجة وخرشون عاشور ومنطقة النوايل جملة من المشاكل، فمشتة الفايجة أكبر التجمعات الريفية بأكثر من 500 نسمة تعاني من عزلة تامة ويطالبون بإعادة الاعتبار للمسالك الريفية التي لا يمكن المرور عبرها حتى بالجرارت وكذلك ربطها بالغاز وإنجاز قاعة علاج ومدرسة ابتدائية. فيما لا يختلف حال مشتة بورمان كثيرا وهي منطقة تاريخية معروفة بالآثار الرومانية تعاني من الانقطاعات المستمرة للكهرباء وبها حنفيتين جماعيتين، فيما تبقى أكثر من 30 عائلة بمنطقة النوايل بدون ماء. رئيس البلدية يرد على انشغالات السكان وفي رده، أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية بكارية، سفيان صياد، أنه سيتمّ حل معظم المشاكل تدريجيا، وقد تمّ في إطار البرامج التنموية المختلفة اقتراح انجاز الإنارة العمومية بمدخل المدينة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 10 على مسافة 2.5 كلم، كما ستستفيد عدة أشياء من الإنارة العمومية، وإنجاز قاعات علاج بكل من مشتة الفايجة والقرية الاشتراكية خرشون عاشور ومنطقة بورمان. كما استفادت البلدية حسب ذات المسؤول من بئر لتزويد خزان 8 ماي بالماء، ومشروع لفكّ العزلة الرابط بين الطريق الوطني رقم 16 ومشتة بورمان ومشتة النور على مسافة 3.8 كلم ومن بين المقترحات اقتناء وتركيب غاز البروبان بعدة مشاتي.