نقاشات هادئة وصريحة.. والمشاركون يثمّنون مقترح الجزائر بعصرنة العمل التشريعي انطلقت أمس، أشغال الدورة ال 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالجزائر العاصمة، بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، تحت شعار «العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية»، في جو يسوده النقاش الهادئ والصريح. أشاد الحضور المشارك في مؤتمر الجزائر، بالجو الهادئ الذي اتسمت به أشغال اللجان التي انعقدت على مدار ثلاث أيام كاملة صباحا ومساء، مؤكدين أن الجزائر تحتضن الإخوة الأشقاء العرب والمسلمين تحت سقف التفاهم والحوار الهادئ، خدمة للشعوب العربية والإسلامية، وتوحيد الصف الإسلامي في مثل هذه الظروف التي يشهدها العالم ككل، وتحديدا العالم العربي والإسلامي. ومنذ انطلاق أشغال اللجان، عبرت الوفود المشاركة عن سعادتها بتواجدها بالجزائر، «الأرض الطيبة»، كما وصفها أحد ممثلي الوفود وهو يتحدث إلى الإعلام الوطني، ما جعل المؤتمر يمر في أجواء يسودها الهدوء والنظام، في مؤتمر استثنائي وتاريخي، من حيث المخرجات المنتظر الكشف عنها اليوم من قبل المؤتمرين. وأبرز رئيس لجنة الشؤون الخارجية سليم مراح، ل»الشعب» أن جلسات اللجان تميزت بالصراحة والحوار والنقاش الواضح، فضلا عن اتفاق برلمانيي العرب والمسلمين على عديد النقاط، منها القضية الفلسطينية، التي أخذت الحيز الأكبر والمهم، خاصة مع تصاعد اعتداءات الكيان الصهيوني على الأراضي المحتلة والمساس بالمقدسات، وحماية الأقليات المسلمة عبر مختلف أقطار العالم، فضلا عن الاتفاق على أمور هيكلية للمجلس بغية تفعيله أكثر، وإعطائه المكانة التي يستحقها بين الأمم، حيث وجب إعادة هيكلته من جديد لمواكبة المتغيرات الحاصلة في العالم، واللحاق بركب التكنولوجيا والعصرنة، وكان مقترح الجزائر بضرورة عصرنة العمل التشريعي، ورقمنة أجهزته، وضرورة العمل عن طريق التحاضر المرئي، من بين النقاط التي تمّ قبولها وتثمينها بل الاتفاق عليها من قبل جل المشاركين، خلال لقاء الأمناء العامين المنعقد قبل يوم واحد من التئام مؤتمر اتحاد مجالس منظمة الدولة الإسلامية. وصباحا، قدمت اللجنة العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي دورتها الرابعة والعشرون بالمركز الدولي للمؤتمرات، وبعد استلام البرلمان الجزائري رئاسة اللجنة العامة، من تركيا تحدث رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية بالخارج بمجلس الأمة عمر دادي عدون في كلمة بالمناسبة نيابة عن إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني، عن ضرورة تبادل الخبرات والأهداف بين أعضاء المجالس الإسلامية. وبالمناسبة، أكد الأمين العام لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي محمد القريشي نياس، في كلمة له بالمناسبة أن انعقاد الدورة ال 17 يأتي في ظرف دولي بالغ التعقيد تتطلب عملا جادا يلبي آمال الشعوب والدفاع عن مصالحها في حصولها على السلام والتنمية في ظل منظومة عالمية تعرف تحديات مختلفة. كما عبر الأمين العام لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء أمس في مداخلة له قبل افتتاح المؤتمر، عن سعادته بوجوده على أرض الجزائر، موجها شكره للسلطات الجزائرية لاحتضانها هذا الاجتماع للمؤتمر تحت شعار «العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية»، وعبر عن سعادته للتنظيم المحكم من قبل السلطات الجزائرية. وقبل بداية المؤتمر، حرصت الصحافة الوطنية، على افتكاك تصريحات من قبل الوفود المشاركة، التي عبرت في مجمل تدخلاتها عن مساندتها للقضايا العادلة في العالم، على غرار القضية الفلسطينية، ومحاربة تهويد القدس والاعتداءات السافرة على الشعب الفلسطيني، ومقدسات الأمة، فضلا عن قضية الصحراء الغربية العادلة، وهو ما عبرت عنه رئيسة البرلمان الأنديني وعضو مجلس الشيوخ الكولومبي غلوريا فلوريس، التي أكدت حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ووقفت ضد الهجمات الصهيونية على المقدسات الإسلامية واستهداف الفلسطينيين. تصريحات الوفود المشاركة، اتفقت على ضرورة العمل على محاربة استهداف المقدسات الإسلامية عبر العالم، ونددت بحرق وتمزيق المصحف الشريف، في دول أوروبية خلال الأيام المقبلة، داعية الى اتخاذ إجراءات مستقبلية ضد من يستهدف المسلمين في أمنهم، خاصة قضية «الإسلاموفوبيا»، وهو ما سيخلص إليه التقرير النهائي الذي سيصدر اليوم عن المجتمعين ليكون ورقة طريق لعمل البلدان الإسلامية التي تمثل شعوبها عبر العالم.