إن انتهاج الجزائر لسياسة تنويع منتجاتها الفلاحية، جعلها تتبنى خيار توسيع المساحات المزروعة، وبات كل ذلك يتطلب تكوينا لليد العاملة في القطاعين الفلاحي وفي مجال الصناعات التحويلية، في ظل الطلب الكبير المسجل على المواد الغذائية الجزائرية في أسواق خارجية، لأن تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر مضاعفة الإنتاج من خلال استغلال القدرات بات حتمية وضرورة ملحة في ظل ترقب ارتفاع النمو الديمغرافي، وبالتالي الزيادة في الاستهلاك للغذاء. ويرى الدكتور كمال خفاش الخبير الاقتصادي، أن تفعيل التكامل والرفع من قدرات قطاعي الفلاحة والصناعة التحويلية سيحقق الوفرة ويشق مسار التصدير وقفز بالجزائر إلى الاكتفاء الذاتي. قال الدكتور كمال خفاش، أستاذ العلوم الاقتصادية والخبير الاقتصادي، إن تحدي ضمان الأمن الغذائي يحتاج إلى استراتجية للإنتاج الفلاحي، تنجح في تلبية الطلب في السوق الوطنية، لذا يجب الاستغلال الأمثل لكل المناطق الزراعية خاصة المناطق الصحراوية مثل الوادي وبسكرة وفي شرق البلاد تتم زراعة الطماطم والعديد من الخضر الأخرى، بهدف توفير كميات كبيرة من الخضر والفواكه توجه للاستهلاك من جهة، ومن جهة أخرى توجه كميات أخرى لتمويل الصناعة التحويلية. الجدير بالإشارة، فإن الجزائر لديها قدرات تصنيع معتبرة بفضل مؤسسات صغيرة ومتوسطة ناشطة تؤمن الصناعة الغذائية. وذكر الخبير في سياق متصل، أنه فيما يخص قانون الاستثمار الجديد، فإنه ستكون تحفيزات للمنتجين ويتحقق بعد ذلك التكامل المنشود بين شعبة المواد الفلاحية وشعبة الصناعة التحويلية. علما أنه تتحقق كل هذه المراحل عبر استراتجية مزدوجة من خلال تكامل القطاعين، والقطاع الفلاحي مطالب بتموين طلب السوق وتموين المصانع، بهدف توفير كل الإمكانيات، ومن ثم المتعامل الاقتصادي في القطاعين مطالب بتوفير كميات تضمن الاكتفاء الذاتي. ولم يخف الخبير أن كل بلد لديه استراتجية خاصة من أجل بلوغ الاكتفاء بالمواد الغذائية. ووقف الخبير خفاش على توجيهات رئيس الجمهورية خاصة للقطاع الفلاحي بعد استفادة هذا القطاع الحيوي من قروض وامتيازات جبائية، لذا دعا خفاش إلى تكوين المتعامل الفلاحي واليد العاملة لبلوغ فلاحة حديثة، ومن جانب آخر قفز مؤسسات الصناعة الغذائية إلى الابتكار من حيث استعمال الوسائل الحديثة لطرح المواد الغذائية بتكاليف أقل. بينما فيما يخص تفادي بروز ظاهرة ارتفاع الأسعار بطريقة عشوائية، أوضح الخبير أنه في قطاع التجارة يجب التدخل لتحقيق استقرار الأسواق داخل الوطن، خاصة عبر سلسلة التوزيع لتجنب وجود الكثير من الوسطاء وحتى تسوق السلع من المصنع إلى المستهلك أو من الفلاح إلى المستهلك، لأن بعض الوسطاء المسؤولين عندما تحدث أي ندرة. وأكد الخبير خفاش، أن الجزائر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، مقترحا انتهاج رؤية بعيدة النظر، لأن النمو الديمغرافي في السنوات المقبلة سيرتفع، لذا من الضروري السير نحو توسيع الأراضي الزراعية وتكثيف الاستثمار في الصناعات التحويلية. معترفا بأن الجزائر تتوفر على ثروات متنوعة وكبيرة وتكوين اليد العاملة في القطاعين لتحقيق الأمن الغذائي حتمية ملحة، من شأنها أن توفر كميات ضخمة للتصدير لأن المواد الغذائية مطلوبة بالأسواق الخارجية والأمن الغذائي لديه علاقة مباشرة مع صحة المواطن. على صعيد آخر، اعتبر خفاش أستاذ العلوم الاقتصادية، أن المسؤولين المحليين قادرون على تنشيط هذا المجال، من خلال تفعيل التنمية المحلية ليسفر ذلك عن إنتاج كثيف وصناعة ثروات ومناصب شغل جديدة. ولدى تطرقه إلى قطاع الري، شدد على ضرورة استعمال تقنيات سقي الأراضي المتطورة، خاصة في إنتاج الحبوب الجافة. وتحدث عن أهمية توسيع تربية الأبقار لكبح استيراد بودرة الحليب واستعمال الحليب في الصناعة التحويلية.