صرّحت الممثلة المسرحية خيرة حميدة بطلة مسرحية «القصة الحقيقية لحورية»، أن مشاركتها في هذا العمل الفني تختلف عن بقية أدوارها التي جسّدتها من قبل، نظرا لما يحمله مضمون نص السيناريو من مسؤولية تاريخية وفنية. كما أعربت عن فخرها لدور المرأة الجزائرية الجبّار إبان حرب التحرير، قائلة إنها المجاهدة التي فضّلت حمل السلاح ومساندة شقيقها الرجل لمجابهة ومحاربة المستعمر الفرنسي الغاشم، كما أنها الشهيدة التي خضبت تراب الجزائر بدمها الطاهر. أكدت بطلة مسرحية «القصة الحقيقية لحورية»، الممثلة خيرة حميدة خلال حديث جمعها ب»الشعب»، أنها على دراية تامة بمسؤولية الدور الذي ستشارك به زملائها في المسرحية التي ستعرض أمسية اليوم وغدا بالمسرح الجهوي الجلفة أحمد بن بوزيد، وستعمل على إقناع الجمهور بالرسالة النبيلة التي حملتها المعالجة الدراماتورجية للنص الذي أخرجه أحمد خوذي المقتبس عن نص صديق الثورة الجزائرية الكاتب المارتينيكي دانيال بوكمان، تماما كما فعلت في العرض الشرفي الذي تمّ عرضه مؤخرا في المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، حيث تقاسمت أداء الأدوار فيه مع كل من الممثلين نصيرة بن يوسفي، ليلى بن عطية، شهد ريم زوايلية، يزيد صحراوي، أحمد حساني، محمد عمروني، أيمن فيطسي، جلول سعدي، مسعود رقابي، مروان كيحل وشنتوفة إبراهيم الخليل. وذكرت الفنانة أن أحداث مسرحية «القصة الحقيقية لحورية» المنتجة في إطار برنامج الاحتفاء بستينية الاستقلال، تتطرّق إلى محطات وجوانب مختلفة من كفاح ومقاومة المرأة الجزائرية ومساهمتها الفعّالة إلى جانب أخيها الرجل في مواجهة الاستعمار الفرنسي، من خلال تسليط الضوء على شخصية «حورية»، التي تمثل رمزا لرفض مختلف أشكال الإهانة وطمس الهوية وللتنديد بالجرائم الدموية المرتكبة ضد الجزائريين، حيث أوضحت في هذا الخصوص: «أجسد دور فتاة شابة تبلغ من العمر 18 سنة تعيش مع أمها وأبيها وأخيها، آمنت بالثورة وقرّرت بمحض إرادتها، وقناعة تامة، أنها لابد أن تشارك في الكفاح ضد الاستعمار، وبالرغم من محاولات والديها أن تتراجع عن قرارها، بقيت صامدة وثابتة للمشاركة في الثورة والالتحاق بأخيها (السعيد)، فالشابة حورية كانت في صراع بين خوف والدتها عليها، و»عقلية تزويج الفتاة في سن مبكرة»، إلى جانب صراعها الداخلي حول المقاومة والشجاعة، فكانت بصمتها «الثورة تسحق النساء والرجال يا بابا»، وفي الأخير ضحت حورية البطلة بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة. كما أضافت بأن المسرحية التي تدوم على مدار ساعة من الزمن، والتي تهدف إلى إبراز مشاركة المرأة الجزائرية في عدة محطات تاريخية، منها فترة المقاومات الشعبية، 8 ماي 1945، اندلاع الثورة في أول نوفمبر 1954، إلى جانب مختلف معارك حرب التحرير لغاية استرجاع السيادة والاستقلال عام 1962، تتخلّلها مجموعة ثرية من اللوحات الشعرية والكوريغرافية المعتمدة بالأساس في العرض، حيث اعتمد المخرج مع مسؤولي السينوغرافيا والتأليف الموسيقى، على تكثيف السرد الشعري والغنائي مع جرعة كبيرة من الخطابة المباشرة، لترتسم عبرها ملحمة «حورية» المرأة الجزائرية الرمز المتشبعة بالقيم والأنفة ورفض الذل. ويراهن الجميع - تقول محدثتنا - على نجاح العرض القائم على رؤية ناجم شراد الذي قام بتصميم السينوغرافيا، ورياض بروال الذي أوكلت إليه مهمة نسج خيوط اللوحات الكوريغرافية وعبد المجيد فريطيس الذي وقّع التأليف الموسيقي. وخلال هذا اللقاء، عبّرت الفنانة خيرة حميدة عن امتنانها للمخرج أحمد خودي على منحها فرصة المشاركة في هذا العمل والوقوف أمامه على الركح.. تقول: «هذا حقا يعني لي الكثير، وأن أكون تحت إدارة واحد من عمالقة المسرح الجزائري، كل الاحترام والتقدير لشخصه الراقي، الذي أوكل لي تولي بطولة عمل عظيم يحمل في تقاسيمه عنوان المرأة الصامدة التي تمثل كل نساء الجزائر، فلقد تعلمت من خلال شجاعة حورية، المعنى الحقيقي للتضحية بكل ما تملك المرأة الجزائرية من أجل الاستقلال، فهي أصلا ستبقى قضية أبدية ترمز للمقاومة والفداء».