وكأن أسرانا دوما على موعد مع حكايات مميزه تشبهه البدايات ولكن قليلة هي حالات التناغم بين البدايات والنهايات وان يكون قاسم اللقاء المشترك بين العالمين البداية والنهاية مع من يحب.. كلمات تنطبق على الرجل الفدائي الجسور الذي شهدت له كل البدايات ومراحلها ونهايتها كانت تجسيد وتأكيد على صوابيه الاختيار. وصدق الولاء والانتماء فكان الوداع في شهر أحبه حبا جمًا.. أحمد جبارة ابو السكر الاسم الأحب لقوافل الأسرى الذين التقوا بأبو السكر الرجل الذي اختزل سيره الفدائيين الأوائل وصحبه المؤسسين الكبار العظماء.. أبو السكر صاحب عملية ما يعرف بالثلاجة التي تحتاج لحكايات منفردة.. أحمد أبو السكر الأسير الفلسطيني الشامخ الذي لا يوصف إلا بعملاق الحركة الاسيرة فكل من عرفه على مدار 28عاما في الجنيد ونفحه وعسقلان والسبع يدرك أن ابو السكر مثل نموذج الأسير المؤمن المحتسب المدرك لقساوة الدرب وصعوبة المسير الذي اختاره.. أبو السكر سيرة ومسيرة مميزه ونوعية أحب شعبه وأحب زملاءه ورفاقه الأسرى والأسرى المحررين.. أحب ياسر عرفات الفدائي الاول فكان نموذج للثبات والصمود والقدوة في استقبال شهر رمضان حيث لم يكن ابو السكر فى رمضان لغته إلا القرآن ولم يتحدث إلا بقراءة القرآن حتى عرف أنه صاحب الثلاثون ختمه من تلاوة القرآن كان في عسقلان يمسك القرآن ويسير دورانا مع قانون السير في فوره وباحة عسقلان.. ابو السكر الذي كان يضع خطا فاصلا متينناً بين السلوك في رمضان وما قبل وبعد رمضان أبو السكر الأسير المثقف الصلب المؤمن رحل بشهر رمضان قبل عشر أعوام وهو على عهد الوفاء لإخوانه ورفاقه الأسرى حيث لم يغادر مربع الوفاء والالتزام للحركة الأسيرة بكل ملفاتها حتى كان رحيله بحضور الانتظار ليحضر أبو السكر مرة أخرى بمناسبات الأسرى وعوائلهم.. عشت طيبا ابو السكر، ورحلت طيبا خفيف الظل ومحبوب السيرة، تهفو إليك النفوس ولا تمل من الاستماع والحديث إليك..