ترحيب واسع من قبل المرشحين لأداء مناسك الحج شهدت تكاليف الحج في الجزائر خلال الأعوام الأخيرة، ارتفاعا وصل إلى 30 مليون سنتيم، خاصة بعد جائحة كورونا، لتصل التكلفة الإجمالية للشخص الواحد إلى 850 ألف دج في الموسم الماضي، أي ما يزيد عن 4 آلاف دولار، عكس هذه السنة التي ستكون استثنائية بالنسبة للحجاج الجزائريين بعد قرار رئيس الجمهورية بتخفيض تكاليف الحج. شكلت أسعار تكلفة الحج قبل إفراج الحكومة عن قيمتها النهائية في هذا الموسم هاجسا كبيرا لمن يرغبون في أداء الفريضة، بسبب الزيادات المحسوسة والمبالغ فيها خلال السنوات الأخيرة والتي لطالما كانت حجر عثرة أمام الكثيرين من الراغبين في تأدية مناسك الحج، لاسيما بالنسبة لأصحاب الدخل المتوسط بل حتى ميسوري الحال الذين لا يستطيع أغلبهم سد تكاليف الحج. ولقي قرار تخفيض تكلفة الحج إلى 770 ألف دينار بدل 850 ألف دينار وهي التكلفة الأصلية للسنة الماضية، ترحيبا واسعا من قبل المواطنين المرشحين لأداء مناسك الحج، بعد موافقة رئيس الجمهورية خلال مجلس الوزراء الأخير على مطالب الحجاج المتعلقة بتخفيض تكلفة الحج لتمكينهم من أداء الفريضة بعد سنوات من الانتظار ووصفت بالخطوة الممتازة بعد أن كان الحجاج يشتكون من صعوبة جمع المبلغ بسبب ارتفاع التكلفة واضطرار آخرين التوجه الى الإقراض من أجل التمكن من تأدية مناسك الحج. وأنهى مجلس الوزراء بموافقته على تخفيض تكاليف الحج الجدل الكبير الذي دار من قبل حول الأسعار والمخاوف من إمكانية بلوغ تكلفة الحج 100 مليون سنتيم، خاصة وأن الارتفاع في تكاليف الحج تواصل لسنوات بسبب ما عاشه العالم من مخلفات وتداعيات مختلف الأزمات الصحية والأمنية، فأدى ذلك إلى تسجيل ارتفاع محسوس في أسعار التذاكر وغلاء أسعار الفنادق ومختلف الخدمات المقدمة بالأراضي السعودية. ويأتي تخفيض تكلفة الحج لهذا الموسم رغم ارتفاع الأسعار هذه السنة واشتراط توفير الإقامة على مسافة لا تتعدى الألف متر عن الحرم المكي لضمان راحة الحجاج، لاسيما كبار السن، وتحقق ذلك بفضل مجهودات اللجنة الوزارية متعددة القطاعات ونجاحها في التفاوض مع الجانب السعودي وافتكاك أحسن العروض في كراء العمائر والنقل والإعاشة بمكة المكرمة والمدينة المنورة عقب زيارات ميدانية ومفاوضات منذ شهر جانفي الفارط. تخفيض التكاليف.. بداية الانفراج يؤكد خبراء اقتصاديون أن تكاليف الحج تتغير حسب الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم ويرتبط انخفاض أسعار الحج بتحسن الأحوال واستقراها، في حين أن الإرتفاع في تكاليف الحج يحدث عموما في حال تسجيل أحداث استثنائية أخرى يصعب التنبؤ بها في ظل التحولات الإقتصادية والأمنية والصحية التي يشهدها العالم، وقد أثرت الظروف الصحية الإستثنائية التي شهدتها فريضة الحج خلال المواسم الأخيرة بسبب جائحة كورونا على الأسعار والأعباء والخدمات، ويعد تخفيض تكاليف الحج في هذا الموسم مؤشرا على بداية انفراج أزمة الزيادات في أسعار الحج. ويضم هذا الموسم 41 ألف حاج جزائري، حيث ستتكفل مصالح الديوان الوطني للحج والعمرة بنقل أزيد من 21 ألف حاجا إلى البقاع المقدسة خلال هذا الموسم، فيما تتكفل وكالات السياحة والأسفار بالجزء المتبقي وخصصت مصالح الديوان الوطني للحج والعمرة لفائدة الوكالات حصة مقدرة ب19 ألفا و850 حاج من إجمالي يقدر ب41 ألفا و300، على أن يبقى العدد المتبقي من نصيب الديوان. وقد اعتمدت مصالح الديوان في هذا الموسم على جدول تنقيط الوكالات السياحية الذي سمح بتحصل وكالة واحدة على أكبر حصة مقارنة بالبقية من خلال التكفل بنقل 600 حاج بعد حصولها على تنقيط تراوح بين 70 و80 ونقطة مقابل 5 وكالات تحصلت كل واحدة منها على حصة 500 سرير وعشرة على 400، أما الذين تم تنقيطهم ما بين 40 و50 نقطة فاستفادوا من حصة 250 سرير. وبعد الإفراج عن تكلفة الحج النهائية لهذا الموسم من قبل رئيس الجمهورية وموافقته على خفض الأسعار قصد تمكين أكبر شريحة من الجزائريين من أداء هذه الفريضة، سيشرع الفائزون في قرعة الحج مباشرة في استكمال الإجراءات قبل انطلاق أول رحلة بداية من شهر جوان المقبل.