هو اتحاد يضم كل دول إفريقيا ماعدا المغرب، تمّ تشكيله في 10 جويلية 2002 خلفا لمنظمة الوحدة الافريقية، مقرّه الرئيسي في عاصمة إثيوبيا أديس أبابا، وهناك اتفاقية لعدم مركزية مؤسسات الاتحاد الافريقي حيث نقل برلمان عموم إفريقيا التابع للاتحاد الافريقي إلى جنوب إفريقيا. ويتمتّع الاتحاد الافريقي بحكومة برلمانية، وهي المعروفة باسم سلطة الاتحاد الافريقي وتيتألّف من أجهزة تنفيذية وتشريعية وقضائية يرأسها رئيس الاتحاد الافريقي ورئيس الهيئة الذي يشغل أيضا منصب رئيس برلمان عموم إفريقيا ورئاسة الاتحاد تتم عبر انتخابات يجريها برلمان عموم إفريقيا. وهناك عشرات المؤسسات التي تعمل جنبا إلى جنب على إدارة الشؤون اليومية للاتحاد الافريقي، ومعلوم أنّ مؤسسة الاتحاد الافريقي خلفت منظمة الوحدة الافريقية التي استمر وجودها 39 سنة، وتأسّست هذه المنظمة في 25 ماي 1963 بأديس أبابا برغبة ملحّة لأكثر من 30 رئيس دولة، وهي فريدة من نوعها لأنّها كانت التكتل الوحيد الذي جمع تحت إطاره كل الدول الافريقية دون استثناء، فأوروبا ورغم أنّها وسّعت بيتها فإنّها لم تستطع ضمّ كل دول القارة وآسيا أيضا. وقد انسحبت منظمة الوحدة الافريقية ودخلت متحف التاريخ قبل عشرسنوات، فاتحة المجال للاتحاد الافريقي ليواصل المشوار وليحقّق الأهداف التي ظلّت تناضل من أجلها، وهي تحقيق وحدة الدول الافريقية وتضامنها وتنسيق تعاونها لبلوغ حياة أفضل للشعوب السمراء، وحماية سيادة واستقلال الدول والقضاء على جميع أشكال الهيمنة الأجنبية. بدايات منظمة الوحدة الافريقية كانت واعدة لكن مع مرور السنين تحوّلت إلى جسد بلا روح، أو كما كتب أحدهم إلى رجل إفريقيا المريض الملقى على فراشه الحزين بأديس أبابا، فلا هو استعاد عافيته ولا هو استطاع إكمال مشواره، وأصبحت مشاكل القارة تحلّ بعيدا عن هذه الهيئة، وغالبا ما ترعاه جهات خارجية غير بريئة النوايا. كما أصبح القادة الأفارقة غير مبالين بهذه المنظمة ولا بقراراتها، وكل واحد يحصر اهتمامه داخل حدوده. ومع تفاقم مشاكلها المالية، استسلمت المنظّمة وعلى أنقاضها قام الاتحاد الافريقي، فهل سينجح فيما فشلت فيه أم أنّه سيلحق بها إلى متحف التاريخ تاركا الأجنبي دائما يتحكّم ويسيّر دواليب القارة السمراء في الاتجاه الذي يخدم مصالحه؟