الأدباء والشعراء يتصدون لاستهداف الهوية الصحراوية أكد الإعلامي نفعي أحمد محمد، رئيس اتحاد الصحفيين والكتاب والأدباء الصحراويين، أن الاحتلال المغربي يستهدف بشكل ممنهج ومتعمد ثقافة المنطقة ككل، من خلال عمله على تهجين الهوية والثقافة الصحراوية، وإنتاج برامج ثقافية تأخذ أشكالاً مختلفة تهدف الى تمييع ثقافة الشعب الصحراوي لإيهام الرأي العام العالمي من خلال تقديمها على أنها جزء من الثقافة المغربية، وهو في واقع الأمر، يمنع تداول التسميات الصحراوية والزي التقليدي، ويمنع حتى "الخيمة" التي باتت تشكّل "كابوساً" وفوبيا للمخزن المغربي، باعتبارها رمزاً من رموز الهوية الصحراوية، ولا تنفك عن تذكيره بملحمة كديم إيزيك. وأردف الإعلامي نفعي قائلاً إن الأدب في تاريخ النضال الصحراوي يظلّ أدباً للمقاومة فعلاً لا قولاً، من خلال صونه ونقله للقيم المجتمعية الهوياتية للشعب الصحراوي بتعدد الحقب الاستعمارية، والتي سعت دائما الى طمس الهوية الصحراوية، وبعد أن فشلت في ذلك، عمدت الى إظهارها على أنها نوع من الفسيفساء الاستيطانية الاستعمارية في الصحراء الغربية، فضلاً عن "أدب السجون"، حيث لطالما ارتهنت المقاومة في الصحراء الغربية – يضيف المتحدث - بخروقات واعتقالات، وتحوّل المعتقلون بالقصيدة وبالرواية من داخل سجون المستعمر الاسباني أولا، ومن بعده الاحتلال المغربي الى منابر للمرافعة والمقاومة. وقال نفعي أحمد محمد مُذكّراً بتاريخ الأدب في النضال الصحراوي المقاوماتي بشكل عام، والذي شكّل وثائق تاريخية أكثر من كونها قصائد أو روايات أو مجرد إصدارات، وثّقت بالفعل لتاريخ ونضال الشعب الصحراوي، مشيداً بدورها في نقل القيم النبيلة والعبور بها من جيل الى جيل. وصول الاصدارات الثقافية والجواهر الأدبية لشعراء وطنيين صحراويين بشعرهم الملحمي الثوري الملتزم، كانت خيرَ سفيرٍ للقضية الصحراوية، وأفضل موثّق لكل تلك النضالات، يواصل نفعي، "فلطالما كانت الكلمة، سواء الموزونة أو النثرية التي يتردّد صداها في مجتمعٍ ذوّاق للفن، من تناقل تلك الملاحم التي خُلّدت وطنياً وعالمياً، من خلال ترجمة بعض الأعمال الى لغات أخرى على مدار الخمسة عقود الماضية، إلى جانب أعمال أدبية أخرى استطاعت بالفعل أن تكون واجهة هوياتية مقاوماتية ثقافية للقضية الصحراوية، عبر العديد من المؤلفات نقلت معاناة وكفاح ونضال الشعب الصحراوي بلغات مختلفة، سواء من خلال كتّاب صحراويين أو متضامنين، حيث لا تكاد توجد بقعة اليوم في العالم إلا ويصلها مخطوط صحراوي عن عدالة القضية، وبالتالي فأدب المقاومة وبشكل عام، مثلما شكّل واجهةً تعريفية تحسيسية بنضال الشعب الصحراوي، هو أيضاً أعطى مدرسة ثقافية خاصة جداً بالنسبة للصحراويين عبر هذه السنوات على امتدادها، وبالتالي ما يحفظ لنضال الصحراويين عمق قضيتهم العادلة، مثلما يتناقلون أسماء شهدائهم فهم يحفظون للأديب والشاعر وللكتّاب عموماً جميل صنيعهم".