شكّل «الموروث الثقافي الحسّاني وامتداداته الافريقية»، محور ملتقى وطني احتضنته المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية أبو القاسم سعد الله بتندوف، بمشاركة أساتذة وباحثين من داخل الولاية وخارجها، والشاعر الزعيم علال الداف المدير المركزي بوزارة الثقافة الصحراوية وعضو الاتحاد العالمي للأدباء الحسّانيين. الملتقى الذي نظّمته مديرية الثقافة والفنون لولاية تندوف، يأتي في ختام البرنامج الثري الذي نظمته المديرية بالتعاون مع شركاء القطاع في إطار الاحتفال بشهر التراث، كما يأتي الملتقى الوطني للتأكيد على الامتداد الافريقي للثقافة الحسّانية. يهدف الملتقى حسب القائمين عليه إلى مقاربة التراث الحسّاني بكل أشكاله المادية واللامادية، بالتركيز على بُعده الافريقي، فالثقافة الحسّانية هي أنموذج ثقافي له مقدرة على البقاء والتكيّف مع البيئة الصحراوية، بالرغم من تعدّد وتنوع تركيبته السسيولوجية وأبعاده العربية، الصنهاجية والافريقية. تناول الملتقى الوطني بالدراسة والتحليل جملة من المحاور المتعلقة بالموروث الثقافي الحسّاني وامتداداته الافريقية، من خلال عرض أهم الدراسات التاريخية حول المجموعات الحسّانية التي استقرت بغرب الصحراء الكبرى، والامتداد الافريقي للتراث الحسّاني المادي واللامادي، كما تطرقت مداخلات الأساتذة إلى التراث الشفهي والروحي الافريقي في مجتمع البيظان. جاءت مداخلات المشاركين في أشغال الملتقى للتأكيد على الامتداد الافريقي للثقافة الحسّانية، حيث تطرّقت الدكتورة بوعام نجاة من المركز الجامعي تندوف إلى الصور المختلفة لتوظيف الثقافة الحسّانية في الأعمال السردية المعاصرة، في حين، ذهب زمليها الأستاذ عبد الله الأطرش إلى سرد نماذج من التراث الحسّاني وامتداده الافريقي. وذهب الشاعر الزعيم علال من الجمهورية الصحراوية في مداخلته، إلى اعتبار الأدب الحسّاني «دستوراً قيمياً» لمجتمع البيظان، فأتى بنماذج من الشعر الحسّاني تعدّدت أغراضه ما بين الوعظ، الحكمة، الغزل العفيف والمدح، والتي ساعدت في تماسك مجتمع البيظان وتمسّكه بالقيم النبيلة والأخلاق الحميدة، حتى أن قصائد الغزل في الشعر الحسّاني