انطلقت، أمس، بتندوف فعاليات «موسم سلاّم» في طبعته الأولى، بمشاركة وفود من الصحراء الغربية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية وأساتذة وأكاديميين من جامعات جزائرية. الحدث الثقافي المرتبط بقبيلة سلاّم، يجسّد انعكاساً لفسيفساء ثقافية محلية ومرآةً للتنوع الثقافي للمنطقة التي جمعت بين الامتداد العربي الإفريقي الصنهاجي لتنصهر في بوتقة واحدة مشكّلة ثقافة البيظان ومجتمع بني حسّان بحضوره الثقافي القوي في غرب الصحراء الكبرى. اختار القائمون على موسم سلاّم «الموروث الثقافي الحسّاني ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية» عنوانا لهذا الموسم في نسخته الأولى ومحور ندوته الدولية، في محاولة لتعزيز مكانة الثقافة الحسّانية في المشهد الوطني وكذا تعزيز دور ثقافة البيظان في المحافظة على الثوابت الوطنية. أشار لجرب فؤاد رئيس جمعية سلاّم للثقافة والتراث، أن تنظيم هذه التظاهرة، بالتزامن مع عيد النصر، يأتي للتأكيد على إرساء روابط الأخوة بين مكونات الشعب الجزائري، وتثمين قيم الإنسانية والحفاظ على الثقافة والتراث الحسّاني، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية للأمة الجزائرية، مضيفاً القول إن النظرة الاستشرافية لبلادنا والتي تهدف إلى تطوير وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار تفرض علينا تعزيز وتفعيل التراث المشترك بين شعوب المنطقة. وقال لجرب، «إن شعورنا بالتحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة تحتم علينا رصّ الصفوف ومواجهة هذه التحديات بمزيد من الوعي والحس الوطني والحفاظ على المكتسبات المحققة طيلة مسار بناء الدولة الجزائرية». من جهته، شدد والي تندوف محمد مخبي على ضرورة الحفاظ على هويتنا الأصيلة التي تشكلت عبر آلاف السنين على هذه الأرض التي نحيا عليها وبثّها في نفوس الأجيال بهدف «تحصينهم من أمراض ضياع الهوية وتعزيز هويتنا الوطنية المتجذرة». وأوضح والي تندوف، أن الثقافة الحسانية، هي نظام متكامل من تفاعلات تراثية وأنثروبولوجية وعلاقات اجتماعية وعادات راسخة، وهو ما يدل على ثراء الزخم والموروث الثقافي المحلي لولاية تندوف، هذا التميز اللغوي والفني للثقافة الحسانية -يقول والي تندوف- أولته الدولة بالغ الأهمية، وهو ما تجلى من خلال مسارعة وزارة الثقافة إلى تسطير جملة من البرامج المهمة لولاية تندوف لجرد وتثمين التراث المادي واللامادي بغية تصنيفه وإعداد دراسة حول عناصره وتقديمه للتسجيل في قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونيسكو مستقبلاً، داعيا الى توطيد العلاقات أكثر بين مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث من أجل الحفاظ على ثقافتنا الأصيلة وحمايتها. وستحتضن ولاية تندوف، على هامش موسم سلاّم، فعاليات الندوة الدولية الأولى حول الشعر الحسّاني بحضور الأمين العام للاتحاد العالمي للأدباء الناطقين بالحسّانية وشعراء وأدباء من الجزائر، موريتانيا والصحراء الغربية.