اعتبر صاحب صفحة «1 . 2 . 3 فيفا لالجيري» على «الفايسبوك» ومساعديه، الذين نزلوا ضيوفا على «منتدى شباب بلادي»، أنه انطلاقا من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الجزائريين، جعلهم يفكرون في فتح صفحة شاملة بهذا الفضاء، تحوي أخبار، آراء، صور وفيديوهات، تساهم في نشر المعلومة والوعي لدى المشتركين، وتجعلهم على اطلاع دائم بما يجري داخل وخارج الوطن، مبرزين دور الصفحة في الوقوف في وجه مروجي العنف والفوضى في الجزائر باسم ''الربيع العربي'' . أكد محمد أمين زميت، مسؤول أكثر الصفحات شعبية وتأثيرا على «الفايسبوك»، التي ظهرت في مارس 2009، أن تركيزهم في بادئ الأمر كان منصبا على أخبار الفريق الوطني في التصفيات المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، محاولة منهم جلب عدد كبير من مستعملي «الفايسبوك»، مضيفا أنه بعد انقضاء المنافستين بدأوا التفكير في التطرق لمجالات أخرى وتشجيع المواهب، ومؤخرا تم توسيع نشاط الصفحة إلى العمل الجمعوي والتطوعي من خلال المساهمة ببرامج ونشاطات ثقافية وفكرية، ونشر نداءات لمساعدة المرضى والمحتاجين. وأوضح زميت، أن تسييره لمقهى انترنت كان دافعا كبيرا ومشجعا لفتح الصفحة، خاصة وأنه كان يبحث عن الوسيلة التي تسمح له بنشر ما يدور في مخيلته من أفكار وآراء عبر الانترنت، ولم يأثر ذلك على مساره الجامعي بكلية الحقوق ببن عكنون. وعن الطاقم العامل معه، كشف زميت أنه يضم تقريبا جميع شرائح المجتمع، مقسمين إلى 3 فرق: الفريق الأول يتكون من 5 شباب لديهم كلمة السر ويملكون حق النشر والدخول إلى الصفحة، وهم بالإضافة إليّ، نجد (محمد رضا ابزيز، شفيق، نسيم، ديدي من سطيف). الثاني هو فريق العمل الإلكتروني يتكون من 250 شخص من كل ولايات الوطن وخارجه، مهمتهم رصد مختلف الأخبار والأحداث العاجلة بالصور والفيديوهات والتعليقات، وتقديم اقتراحات على الفريق الأول. وبالنسبة للثالث فهو فريق النشاط التطوعي والخيري الذي تم تأسيسه مؤخرا ويشرف عليه عبد اللطيف برزوان . وأشار محمد أمين زميت، إلى أن أغلب ما ينشر يتم بموافقته، وأن جميع أعضاء الصفحة متضامنين ومتفاهمين، «ولم يحدث أن حصل اشكال بيننا، بحيث نتناقش في كل ما نريد نشره وننبه بعضنا البعض، وهو سر نجاح الصفحة». نهتم كثيرا بالأعمال التطوعية أكد عبد اللطيف برزوان، أن الأعمال التطوعية التي يقومون بها، لقيت صدى كبيرا عبر أرجاء الوطن، حيث بدأت على مستوى العاصمة، لتنتقل إلى ولايات أخرى بعد تلقي فريق الصفحة مكالمات هاتفية ورسائل إلكترونية من مواطنين يطلبون إعانات، وقمنا بخرجات إلى ولاية البليدة، الشلف، مستغانم، وهذا بعد الحصول على رخصة الزيارة، سواء للمستشفيات أو غيرها من المراكز. يقول برزوان: «بعد برمجة العمل التطوعي ننشر الخبر والاحتياجات المطلوبة على الصفحة، حيث تكون الأبواب مفتوحة للجميع من أجل المشاركة في الميدان أو بتقديم المساعدات. وكشف برزوان أنه «في أجندة الأعمال الخيرية الحالية، حملة تطوعية بدأت شهر نوفمبر الماضي لتستمر إلى مارس القادم، حيث نحاول أن تمسّ عدد كبير من الولايات». بدوره أكد محمد أمين زميت أن الأعمال التطوعية تتم من خلال الشباب الذي ينشط على مستوى الولاية التي يقيم بها، والرسالة واضحة هدفها هو تفعيل الشباب في المجتمع والخدمة الإنسانية والنبيلة التي يقدمها. كل نجاح يبدأ بقصة فشل حثّ محمد أمين زميت الشباب على أن يكون فعّالا في مجتمعه، وأن يتميّز بالنظرة الإيجابية لكل ما يسمح له بفتح آفاق جديدة نحو عالم النجاح، الذي لن يتحقق في غالب الأحيان إلا من خلال قصة فشل، تجعله يتحدى السلبيات التي تتراكم لديه، مؤكدا أن شباب اليوم تتوفر بين يديه إمكانيات ووسائل تكنولوجية تمكّنه من تطوير نفسه حتى لا يتجاوزه قطار الزمن وينال منه الندم يوما، حيث قال: «إننا نعيش عمرا واحدا وحياة واحدة والموت واحد، على الشاب أن لا يكون سلبيا ويستغل وقته ويفجر طاقاته في أي شيء يجعله يكتسب مهارة أو إضافة في رصيده العلمي، المعرفي والثقافي وحتى الترفيهي، ف''أنشتاين'' ولد مثل هذا الشاب تماما، ولهذا عليه أن يقتدي بالتجارب الناجحة في هذه الحياة». وتقاسم محمد رضا ابزيز مع محمد أمين زميت نفس الفكرة، حيث نصح الشاب بتنفيذ مشروعه الخاص من خلال المحاولة، وعدم استسلامه للفشل، فتكرار المحاولة يؤدي حتما للنجاح، قائلا: «على الشاب أن يقول حاولت ولم أنجح، ولا يقول لم أحاول، فنحن مسؤولون أمام أشياء كثيرة، فمن خلال المواقع الالكترونية مثلا والأنترنيت يسمح له بالتواصل مع شباب مثله لتبادل الأفكار لأنه حتما يستفيد ويُفيد». لهذه الأسباب تم غلق الصفحة في 2011 تم غلق صفحة «1 . 2 . 3 فيفا لالجيري» في اكتوبر 2011 من طرف إدارة «فايسبوك»، وعن ذلك يقول امين زميت، أنهم تفاجأوا لذلك لأنهم لم يخالفوا قوانين الموقع، التي اطلعوا عليها منذ البداية، مضيفا «بمجرد غلقها اتصلنا بإدارة ''فايسبوك'' لمعرفة الأسباب، أخبرونا أن هناك دعوات رفعت ضدنا، وأن هناك إمكانية لاسترجاع الصفحة، شريطة تقديم الاعتذار وإرسال صورة طبق الأصل لبطاقة التعريف مع معلومات شخصية عن المستخدم. ترددنا في القيام بما طلبوا منا في بادئ الأمر، لكننا رأيناه الحل الوحيد لاسترجاع الصفحة وهو ما حصل. وبعد 15 يوما تلقينا مراسلة من إدارة ''فايسبوك'' تعلمنا أن الصفحة أعيد فتحها وأن لا مشكل سيحدث للصفحة مستقبلا». وأرجع زميت سبب غلقها إلى سببين: الأول هو نشاط الصفحة في تلك الفترة، خاصة في الجانب السياسي، حيث وقفنا ضد كل الجهات التي حاولت زرع الفوضى في الجزائر باسم ''الربيع العربي''، أي أننا شاطرنا رأي جميع الجزائريين الرافضين لما يسمى ''الثورات العربية''. والسبب الثاني أن إدارة ''فايسبوك'' لاحظت تأثير الصفحة الكبير على الجزائريين فأرادوا معرفة مستخدم الصفحة الحقيقي». شعبية الصفحة وتأثيرها على الجزائريين أقلق البعض ذكر محمد رضا ابزيز، عضو الفريق المشرف على الصفحة، أن أطرافا عديدة حاولت تكسير الصفحة منذ إنشائها، وسعت إلى الصاق تهم باطلة بالمسؤول الأول عليها محمد أمين زميت، غيرة على نشاطه وتفانيه في الدفاع عن الجزائر والجزائريين عبر الأنترنت، واستعملوا لأجل ذلك طرق عديدة، وهناك من حاول اختراق الصفحة وقرصنتها مضيفا «اتصلت بنا العديد من الجهات لاستعمالنا آداة لتحقيق مآرب سيئة، بعد أن لاحظوا تأثير الصفحة الكبير على الجزائريين، لكننا رفضنا ذلك وأعلمناهم أن توجهاتنا وأفكارنا تتعارض مع أفكارهم وأهدافهم». مشيرا إلى أن «هؤلاء بعد أن غلقنا في وجههم كل الأبواب، راحوا يلصقون التهم ونشر الاشاعات عنا، وفتحوا صفحات مشابهة لصفحتنا، ونشر فيديوهات مفبركة، لكننا ترفعنا عن كل هذا وواصلنا عملنا». وفي نفس السياق، قال أمين زميت، أنه بعد الحملة التي «قمنا بها لمساعدة الطفل بليدي مانيل، سعى البعض لتشويه حملتنا الخيرية، ورغم الاشاعات استطعنا مساعدة الطفل باستعمال الفيديو والصور التي تثبت معاناته، ووصل صدى الحملة إلى خارج الوطن بفضل تجندنا لإنجاحها، وفي النهاية اعترف الجميع بجهودنا وبدور صفحتنا في تعبئة الناس لمساعدة الطفل». لا انتماء سياسي أو حزبي لنا قال محمد أمين زميت «ليس لدينا انتماء سياسي أو حزبي.. نحن شباب بسطاء، وبصفتنا جزائريين نتمتع بكل الحقوق، لدينا الحق في ابداء آرائنا في مختلف المجالات والأحداث بما فيها السياسية، إذ نحاول عبر صفحتنا خلق وعي لدى المشتركين بآراء وتعليقات تخدم الصالح العام للبلاد، ننشرها دون توجيه المشتركين نحو جهة أو حزب أو تنظيم معين أو التحريض على مسؤول أو هيئة، كما نحاول تقديم أخبار ومعلومات حول مختلف الأحداث، وركزنا مثلا في السنة المنقضية على الانتخابات التي شهدتها الجزائر، نقدم مختلف الأخبار والأرقام عن الأحزاب والحملات والاقتراع، تصاحبها تعليقات وانتقادات بكل حرية، سعيا منا لنشر الوعي السياسي لدى الجزائريين». خدمة الأنترنيت في الجزائر ضعيفة تساءل ضيوف «منتدى شباب بلادي» عن سبب بطء وتيرة وسرعة الأنترنيت، رغم أن الجزائر لديها إمكانيات بشرية ومادية هائلة، ما يجعلها رائدة في إفريقيا في مجال خدمات الأنترنيت، حيث ضربوا مثالا ببعض الدول التي تفتقد المكانة الاقتصادية والاجتماعية التي تتمتع بها الجزائر، رغم ذلك فخدمات الأنترنيت بها جد متطورة. ولهذا يناشد الضيوف سلطات الضبط بإيجاد الحل العاجل، ومعالجة الأمر للسير قدما نحو التطور التكنولوجي في ظل المعطيات العالمية، وجعل الجزائر رائدة في هذا المجال. من أقوالهم ستقوم الصفحة بتغطية شاملة لكأس إفريقيا 2013 من قلب الحدث عبر صور وفيديوهات وأخبار، ينقلها محمد أمين زميت ومحمد رضا ابزيز مبعوثي الصفحة إلى جنوب إفريقيا، وسيتم التركيز أكثر على أخبار الفريق الوطني. نحاول عبر الصفحة بعث الأمل في الشباب . نسبة ضئيلة من الشباب تستغل الأنترنت في أمور ايجابية، فحسب الإحصائيات أغلبهم يستغلونها من أجل الترفيه والتسلية فقط. رسمنا علاقات صداقة مع أشخاص وتعلمنا الكثير من نشاطنا عبر الأنترنت. سنركز في المرحلة القادمة على العمل التطوعي والخيري. اختيار اسم «1 . 2 . 3 فيفا لالجيري» للصفحة لم يكن اعتباطيا، لأننا أردنا أن تكون هذه الصفحة مرآة عاكسة للجزائر والجزائريين. نعتمد الشفافية في التعامل مع مشتركينا بنشر صورنا، ووضع تحت تصرفهم بريد إلكتروني، ورقم هاتف للتواصل معنا، عكس الصفحات الأخرى التي يجهل مشتركوها من يقف وراءها. الاشاعات التي أطلقتها أطراف ضدنا، جعلتنا أكثر اتحادا وتضامنا وحفزتنا أكثر. عدد المشتركين في جانفي 2010 وصل 50 ألف مشترك، وفي جانفي 2011 ارتفع إلى 115 ألف مشترك، وفي نفس الشهر من 2012 وصل العدد 250 ألف مشترك، أما حاليا فالعدد تجاوز 455 ألف مشترك. التعليقات غير المرحب بها هي المتعلقة بالسب، الشتم والاتهام بالباطل. نخصص جل أوقاتنا للصفحة، لكن لدينا اهتمامات وانشغالات أخرى ووظائف ومهام نمارسها في حياتنا العادية، ومن بين أعضاء الصفحة نجد بطالين وطلبة. سعادتنا الكبيرة عندما ننشر أخبار وصور وفيديوهات مهمة للمشتركين، ونكون مسرورين أكثر عندما تلقى نداءات المساعدة التي ننشرها الاستجابة. عدد المشتركين الهائل يضعنا أمام مسؤولية كبيرة لوضع صالح الجزائر والجزائريين فوق كل اعتبار.