قالت وزارة الدفاع الروسية، إنّ قوّاتها بسطت سيطرتها الكاملة على مدينة باخموت في شرق أوكراني. وهنّأ الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، الجيش الروسي على إنجازه في باخموت، والتي تطلق عليها موسكو اسم أرتيوموفسك الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية. وفي بيان نُشر على الموقع الإلكتروني للكرملين، قال بوتين إن المعركة - وهي الأطول والأكثر دموية في الحرب المستمرة منذ قرابة 15 شهرا - انتهت بانتصار روسي. من جهته، قال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني، أمس الأحد، إنّ زيلينسكي لم يؤكد سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت. وكتب سيرغي نيكيفوروف على "فيسبوك": "سؤال المراسل كان: الروس قالوا إنّهم سيطروا على باخموت..وكان ردّ الرئيس: لا أعتقد ذلك". وأضاف باللغة الأوكرانية: "بهذه الطريقة نفى الرئيس الاستيلاء على باخموت". في المقابل، أكّدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار على "تلغرام"، أن القوات الأوكرانية لا تزال "تسيطر على بعض المنشآت الصناعية والبنى التحتية"، والمباني السكنية في المنطقة، مقرّةً في الوقت نفسه بأنّ "الوضع حرج". من جهته، أكّد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك عبر التلفزيون أنه "سيتم تحرير باخموت كما سائر الأراضي الأوكرانية". هذا، وتكبّد الطّرفان خسائر فادحة في باخموت، المدينة التي كان يسكنها حوالى 70 ألف نسمة قبل الحرب، وباتت اليوم مدمّرة بمعظمها جراء المعارك. وحقّقت القوات الروسية تقدما بطيئا في المدينة ومحيطها، فسيطرت على بلدات مجاورة مثل سوليدار إلى الشمال. وكانت تسيطر في الأسابيع الأخيرة على أكثر من 90 بالمائة من باخموت، ولا تواجه داخلها سوى جيب أخير من المقاومة الأوكرانية في الغرب. وينتظر الطرفان الآن الهجوم المضاد الذي توعدت به السلطات الأوكرانية معوّلةً على إمدادات الأسلحة الغربية. وأعلن زيلينسكي في الآونة الأخيرة أن جيشه "بحاجة إلى مزيد من الوقت" للإعداد لهذا الهجوم. حزمة مساعدات ضخمة لكييف إلى ذلك، كشف الرّئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتعهّد للرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في اليابان بأن تبذل الولاياتالمتحدة كل ما في وسعها لتعزيز قدرات كييف الدفاعية في الحرب مع روسيا.وقال بايدن، خلال لقائه مع زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السبع، إنّ حزمة المساعدات العسكرية ستتضمن ذخيرة ومدفعية ومركبات مدرعة. من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافة في اليابان إن حضور نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قمة مجموعة السبع في هيروشيما هو "وسيلة لبناء السلام". وأضاف ماكرون أنّ وضع طائرة فرنسيّة تحت تصرّف الرئيس الأوكراني لنقله أوّلا إلى قمة جامعة الدول العربية، ثمّ إلى مجموعة السبع في اليابان، يُظهر عمل فرنسا على "بناء السلام والبحث عن حلول". ودعا إيمانويل ماكرون العالم إلى عدم الاكتفاء بوقف إطلاق نار محتمل بين كييف وموسكو. وقال إنه سيكون "خطأ لنا جميعا"، لأن "التجربة علمتنا أن صراعا مجمدا سيكون حربا للغد". بدوره، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، امس الأحد، إن برامج لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 هي رسالة موجّهة لروسيا حتى لا تتوقع نجاح عمليتها في أوكرانيا حتى لو طال أمده. ولم تحصل كييف على تعهّدات بإمدادها بهذه المقاتلات، لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين، أبلغوا قادة مجموعة الدول السبع يوم الجمعة بأن واشنطن تدعم برامج التدريب المشتركة للطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16. وتمثل مسألة حصول أوكرانيا على المقاتلات الحديثة واستخدامها، تحديا لمجموعة السبع التي تكثف تدريجيا من دعمها لكييف في الحرب الدائرة منذ 15 شهرا، لكنها تخشى الذهاب بعيدا في استفزاز موسكو.