أجمع محللون وأساتذة جامعيون، على أن الجزائر تستمر في بذل الجهود لدعم جميع القضايا العادلة في العالم، سواء قضية الصحراء الغربية أو القضية الفلسطينية، حيث تبقى على هذا النهج حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من التمتع بكامل حقوقه في الحصول على عضوية دائمة في منظمة الأممالمتحدة، وحقه الشرعي بإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف،معتبرين إحياء الذكرى ال75 للنكبة الفلسطينية، واحتضانها للفلسطينيين خير دليل على ذلك، حيث تدخل في إطار الانتصارات التي تحققها القضية الفلسطينية ابتداء من تحقيق لم الشمل الفلسطيني الذي تبنته الجزائر واعادة القضية الأم كمركز اهتمام جميع العرب. شدّد المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي إسماعيل خلف الله، على أن الندوة المخصصة لذكرى النكبة، تؤكد أن الجزائر تبقى كعبة الثوار وقبلة الاحرار، فهي تحتضن القضايا العادلة في مواجهة الكولونياليات الجديدة". وأكد خلف الله أن أهم الانتصارات التي حققتها القضية الفلسطينية اليوم، أولها إحياء ذكرى النكبة على مستوى الأممالمتحدة، إذ تم ترسيمها كيوم دولي يتم الوقوف حوله واعتباره يوم نكبة، وهو اعتراف دولي وأممي، حيث لا يمكن لهذا الشعب ان ينسى ما حصل له منذ 75سنة، وان حقه في العودة مازال مطروحا مهما طالت السنوات وتعددت الأجندات، ومناورات الكيان الصهيوني الاعلامية، القانونية والسياسية. وأضاف: "إن اعتبار يوم النكبة يوما عالميا، هو انتصار للقضية الفلسطينية، وهو ما حصل هذ العام، حيث لم تفوت الجزائر الفرصة ونظمت هذه الندوة تحت اشراف وزارة المجاهدين، ما يؤكد أن الجزائر تعطي البعد النضالي لهذه القضية التي لا يمكن أن يتم ردمها أو طيها، إذ تدخل هذه الندوة ضمن الدعم الجزائري اللامشروط للقضية الفلسطينية، بما هي قضية مركزية، بل ترافع عنها بما هي قضية كل الأمة العربية والإسلامية، رغما عن الصعوبات الجمّة على جميع المستويات، غير أن الجزائر ثابتة وصامدة رغم الهجمات التي تواجهها بسبب مواقفها العادلة تجاه القضية الفلسطينية". وفي السياق ذاته، أبرز خلف الله، أن هذه الندوة تدخل في إطار الانتصارات التي تحققها القضية الفلسطينية بداية من تحقيق لم الشمل الفلسطيني الذي تبنته الجزائر، حيث عملت وأثمرت جهودها باتفاق اعلان الجزائر، الذي توحدت من خلاله الفصائل الفلسطينية وأصبحت بمثابة السلاح الموجه نحو العدو الصهيوني، الذي مازال ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني، ويستغل الفرقة في إحكام قبضته على الشعب الفلسطيني". لقد استطاعت الجزائر بوفائها للقضية الفلسطينية أن تستعيد لها مركزيتها - يقول بن خلف الله - ويؤكد على أن مخرجات القمة العربية المنعقدة في نوفمبر الماضي، لقيت الإجماع، وبينها إعادة الاعتبار والأهمية للقضية الفلسطينية، وجعلها القضية المركزية، وحتى قي قمّة جدة، تم تبني نفس الطرح الذي أسست له الارضية الجزائرية، فالقضية الفلسطينية حققت انتصارات أبرزها توحيد الصف الفلسطيني لمواجه آلة الدمار الصهيونية. تجسيد قرارات قمّة الجزائر من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة ورقلة، مبروك كاهي ان "الندوة التي احتضنتها الجزائر الأسبوع الجاري، تدخل ضمن التزامات الرئيس عبد المجيد تبون، وتجسيدا لقرارات قمة نوفمبر العربية، بأخذ القضية الفلسطينية بعين الاعتبار، من أجل جعلها قضية مركزية أولية تهم الدول العربية ومركز لم شملها أيضا، وكذلك إعادة القضية الفلسطينية إلى محور النقاش الدولي، كما تمت ملاحظته خلال السنوات الاخيرة رغم أنها قضية جوهرية عمرها يقاس بعمر الاممالمتحدة، حيث لم يعط للفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة الدولة وفق القوانين الدولية". وقال الأستاذ كاهي إن "هذه الندوة التي انعقدت بالجزائر هي تأكيد على أن الدولة الجزائرية متشبثة بالحق الفلسطيني الذي تقره جميع القرارات الدولية، من أجل حصول فلسطين على عضويتها الدائمة في منظمة الأممالمتحدة، كما يمكن اعتبار "ندوة النكبة"، فرصة لجميع الفرقاء الفلسطينيين من أجل وضع خلافاتهم جانبا، والتوحد على كلمة واحدة، تكون للفلسطينيين القوة والقدرة على الدفاع عن حقهم، خاصة في ظل الازمات التي يعرفها العالم أو المنظومة العالمية ككل". وأضاف كاهي أن "العالم اليوم يعرف تغيرات عميقة على مستوى الأفراد أو على مستوى المراكز، لذلك فإن ندوة النكبة جاءت في وقتها من أجل تجسيد قرارات قمة الجزائر المتعلقة بلمّ الشمل الفلسطيني ولم الشمل العربي"، ليشدد على أن هذه الندوة هي "استمرار للجهود الجزائرية منذ استقلالها في دعم جميع القضايا العادلة سواء قضية الصحراء الغربية أو قضايا أخرى عالمية، حيث تستمر الجزائر في هذا النهج حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من التمتع بكامل حقوقه الدولية، في الحصول على عضوية دائمة في منظمة الأممالمتحدة، وحقه الشرعي بإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف. الوجه الإعلامي الجزائري لدعم القضية في السياق، أكد الدكتور والمحلل السياسي حمزة حسام ان تنظيم الجزائر "ندوة النكبة"، يعتبر واحدا من الأوجه الأساسية للعمل الذي تؤديه الجزائر على عدة أصعدة.. مستوى دبلوماسي، إعلامي، وغيرها، مبرزا أن "انعقاد الندوة يعبر عن الوجه الإعلامي للعمل الجزائري لدعم القضية الفلسطينية، وذلك بعد أن تمت إعادة طرح القضية على مستوى الساحة العربية والدولية وإعطائها دفعا جديدا، وهذا واحد من التحديات الأساسية التي رفعتها الجزائر التي جعلت نصب أعينها إحياء القضية الفلسطينية وإعادتها إلى مكانتها المستحقة، كي تصبح مركز العمل العربي المشترك". وأوضح المتحدث ذاته أن "انعقاد الندوة والزخم ونوعية الحضور والعدد، والتغطية التي حظيت بها، يؤكد شدة التمسك الجزائري بالقضية الفلسطينية، حيث تضرب الجزائر مثلا وتقدّم نموذجا فريدا في دعم القضية، مبرزا أن "ما قامت به الجزائر جدير بالاقتداء ومن شأنه خدمة القضية وحمل هموم الشعب الفلسطيني، وفضح جرائم الكيان المحتل". وخلص الأستاذ حسام إلى التأكيد على أن "الجزائر تعمل جاهدة على المستوى الدبلوماسي وعلى مختلف الأصعدة، سواء داخل الجامعة العربية أو بالأممالمتحدة، لكي تحشد الدعم لمطلب إعطاء العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الدّولية، حيث أن مثل هذه الندوات يندرج في هذا السعي الجزائري الذي يكرس ثبات الجزائر على دعم فلسطين الذي سبقته خطوات هامة، مثل إعلان قيام الدولة الفلسطينيةبالجزائر سنة 1988، وقبل ذلك افتتاح أول مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينيةبالجزائر سنة 1963، وقد يكون الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة من النجاحات ستتحقق للشعبين الفلسطينيوالجزائري معا".