تحقيق العضوية الكاملة لفلسطين وعاصمتها القدس الشريف في هيئة الأممالمتحدة أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على ثبات الجزائر ودعمها الدائم والمستمر، لمسألة لمّ الشمل الفلسطيني وتحقيق حل دائم وعادل لصالح الشعب الفلسطيني في قضيته الأولى والأساسية على المستوى العربي والإسلامي، من خلال إقامة دولة فلسطينية كاملة الأركان في الأرض وعلى صعيد النظام الدولي من خلال تحقيق العضوية التامة في هيئة الأممالمتحدة. وقد شدد الرئيس في لقائه الأخير مع مجمع «الجزيرة» الإعلامي، على أن الاستقرار في الشرق الأوسط مرهون بتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وتحقيق دولتها الفعلية وعاصمتها القدس الشريف، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، مؤكدا على سعي الجزائر المستمر على توحيد الصف الفلسطيني، منوها بأن الجزائر لن تتخلى عن دعم الحق الفلسطيني المشروع مهما حدث. قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إن استقرار العالم ككل، والشرق الأوسط على وجه الخصوص، مرتبط بتسوية القضية الفلسطينية لتحقيق الدولة الفلسطينية كاملة الأركان أحب من أحب وكره من كره، حيث أن الجزائر ستساعد قدر المستطاع الأشقاء الفلسطينيين لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتوحيد كلمتهم، لتحقيق حل جذري وتحقيق العضوية الكاملة لفلسطين وعاصمتها القدس الشريف في هيئة الأممالمتحدة. كما نوه بوجاهة المقاربة الجزائرية الفلسطينية، والتي وإن تعثرت فهي ماضية في طريقها لغاية تحقيق الأهداف المنشودة، مؤكدا بأن هناك أمل وتفاؤل لتحقيق التسوية المنشودة، مادامت الجزائر قد حققت معجزة القرون بالاستقلال بعد 132 سنة استعمار. خدمة القضية الفلسطينية يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية البروفيسور عبد اللطيف بوروبي، ل «الشعب»، إن الجزائر تعمل وفق منطق توظيف المبادئ لخدمة المصالح الثنائية أو متعددة الأطراف، والقائمة على أساس الشرعية الدولية وفق مبدإ لا نتدخل في شؤون الآخرين، ولا نتحالف ضد الآخرين ونعم للتعاون الدولي في خدمة القضايا العادلة وتحقيق مصالح الشعوب، كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية. وأكد بوروبي، أن الجزائر تعمل وفق خارطة طريق بدأت من خلال لم شمل الكل الفلسطيني من دون إقصاء لأي فصيل (14 فصيلا) قبل القمة العربية الأخيرة بالجزائر، وتحييد الدول الداعمة لهذه الفصائل للخروج بتصور واحد وموحد من خلال الاستمرار في اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، ودعمها من خلال المنابر الدولية الأخرى كحركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأممالمتحدة التي تعتبر المنبر الدولي الأهم في تنظيم المجتمع الدولي، إلا أن رئيس الجمهورية أرسل رسالة للأمين العام عبر منبر مجلس الأمن، ذكر فيها بأهمية المسؤولية الدولية والالتزام بتطبيق القوانين الدولية والرجوع الى الحالة الطبيعية حول القضية والمتمثلة في التفاوض حول حدود 1967، واللاجئين والقدس. وتكمن أهمية توحيد الصف الفلسطيني في أننا نرجع الى الحالة الطبيعية والتفاوض حول القضية الأم والمتمثلة في إنهاء الاحتلال. وحسب المتحدث، يجدر التذكير بأن الأممالمتحدة تبقى الإطار الأنجع لحل القضية ولكن في ظل أن الدول الكبرى هي من تخرق القانون الدولي، تجعلنا أمام معضلة من أنه لا يوجد حل آخر للشعب الفلسطيني، إلا من خلال إنهاء الاحتلال الغاشم للكيان الصهيوني. وحسب بوروبي، فإن تذكير الجزائر بأن استقرار منطقة الشرق الأوسط، لا تخرج عن إطار إيجاد تنسيق بين هذه الدول المشكلة لهذا النظام الإقليمي تعمل لخدمة شعوب بعضها البعض، ولا يكون ذلك إلا من خلال إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين من منطلق أنه يعمل ضد مصالح دول المنطقة، فهو مصدر تهديد وخطر دائم. وأضاف الاستاذ، أن إشادة القيادة الفلسطينية بدور الجزائر من خلال تقليد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بالقلادة الكبرى لفلسطين، لا تخرج عن إطار أنها جاءت للتأكيد بأن الجزائر لا تتخذ من الشعارات إطارا وفقط، بل تسعى الى تجسيدها في الواقع الميداني من خلال علاقات ثنائية وعبر المنظمات الدولية والقارية والإقليمية.