تتواصل بفضاء الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي دار "عبد اللطيف"، فعاليات المعرض الفردي "أعمال الحياة"، للفنان التشكيلي والشاعر الجزائري دينيس مارتينيز الذي استعرض عصارة تجربته في عالم الرسم، من خلال لوحات شاهدة على أجمل مراحل عمره، وباتت رفيقته في كل خرجة فنية، حيث عرف المعرض الفني الذي جاء بدعم من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، نشاطات فنية ودرامية وفكاهية. اعتبر الفنان التشكيلي والشاعر دينيس مارتينيز أن المعرض هو استعادة لأعماله الرئيسية المستوحاة من المواقف الشخصية التي ميزت مسيرته كفنان، حاول عن طريق ريشته إثارة الأحداث البارزة التي عاشها في حياته، موضحا أن هذه الأعمال هي "ثمرة ترجمة بعض النصوص والقصائد لشخصيات بارزة في الثقافة الجزائرية، إلى رسومات". شهد المعرض المتواصل إلى 31 ماي الجاري ثلاثة أقسام، قسم للتعريف بأهم لوحاته التي رسمها خلال 1965/ 1968، وقسم وظف فيه جوانب من حياته المهنية خلال الفترة 1980/1990، أما القسم الثالث، فقد اشتغل فيه على شخصيات كانت لها وقع على حياته عموما. قدم ضيف دار عبد اللطيف الفنان دينيس مارتينيز في القسم الأول من معرضه الإنجازات الأولى، من خلال سلسلة من الأعمال بعنوان: "تعويذات الأصول" التي تعود إلى بداياته ما بين 1965 و1968، الفترة التي تزامنت ميلاد حركة "أوشام "، التي تم إنشاؤها في عام 1967، مع فنانين آخرين، بمن فيهم شكري مسلي ومصطفى عدنان، أما في القسم الثاني عكست أعماله جزءا من حياته المهنية، حيث من خلال تشكيلة لوحات جمع فيها بين الكتابة والرسم، عبّر على لحظات عاش فيها الألم والعنف، في حين عرف القسم الثالث مجموعة حملت عنوان مميز "تواطؤ كبير". احتضن المعرض أنشطة موازية، أبرزها مائدة مستديرة حول مسيرة دينيس مارتينيز وأعماله مع الفنانين التشكيليين كريم سيرقوة وعلي سيلم، نشطها الصحفي والكاتب مزيان فرحاني، بمعية الفنان التشكيلي والكاتب جودت قسومة، وحفل موسيقي أحياه الفنان فريد خوجة، "إضافة إلى سهرات قصصية" تحت إشراف الرابط من تسالة سيدي بلعباس إلى ايت سماعين بمشاركة كل من القصاصين قادة بنسميشة وايدير فارس. إلى جانب عرض "طروطوار مكسر" تخلله إلقاء شعري على وقع الطبل مع عرض صور دنيس مارتينيز، في حين أن آخر فقرة من البرنامج المرافق للمعرض اتسمت بعرض "كارنفال تشاقلالة"، وهو عبارة عن أداء بالأقنعة وإيقاع مع رفيق حدوشي ومرافقيه، وبمشاركة صاحب المعرض دنيس مارتينيز، العاشق لحركة أوشام التي طالما أشاد بها في العديد من تصريحاته، وأجملها ما كان بقوله: "ولدت Aouchem أوشام منذ آلاف السنين، على جدران كهف تاسيلي. وواصلت وجودها حتى اليوم، سرا وعلنا، وفقا لتقلبات التاريخ، حيث نريد من خلالها أن نظهر دائما هذه الرموز الساحرة أقوى من القنابل، وعلى الرغم من ذلك تمكنت بعض التقاليد التشكيلية من البقاء في الإيماءات التي تشكلت في الطين والطلاء (الخزف التقليدي)، ونسج الصوف، وتزيين الجدران، وحفر الخشب أو المعدن، هذا كله استمر على قيد الحياة هذه التي تسمى "Aouchem" التي نريد السمو بها". للإشارة، ولد دنيس مارتينيز يوم 30 نوفمبر 1941 في مرسى الحجاج (وهران)، توجه منذ الطفولة إلى رسم المناظر الطبيعية ومشاهد من ريف وهران، انتقل إلى العيش في البليدة، حيث كان والده يشتغل عامل طلاء للمنازل، درس في كلية الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة وباريس، ومنذ 1963 وهو أستاذ في الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث كان لتعليمه تأثير دائم على عدة أجيال من الفنانين، شارك في معرض "الرسامين الجزائريين" الذي نظم سنة 1963 في الجزائر "بمناسبة ذكرى أول نوفمبر" وفي عام 1964 شارك في معرض جماعي باريس في متحف الفنون الزخرفية، على غرار أيضا العديد من المعارض الجماعية والفردية داخل وخارج الوطن، ويعد أحد مؤسسي مجموعة Aouchem مع شكري مسلي، في عام 1967 و1968 و1971، حيث كانت تجمع ذات المجموعة عشرة فنانين ورسامين وشعراء..