يسير الاهتمام بالطفل في الميدان الثقافي بكل أجناسه الأدبية والفنية في الجزائر في السنوات الأخيرة بوتيرة سريعة، حيث كثفت النشاطات الموجهة لهذه الشريحة العمرية وعرف فن وأدب الطفل إلتفاتة معتبرة من طرف الفاعلين، لتبقى هناك بعض النقائص في حاجة الى تداركها لجعل الثقافة الخاصة بعالم البراءة تلعب دورها بالصورة المطلوبة والمناسبة وطبيعة هذه الفئة في مجتمعها الجزائري، وهذا حسب ما أكده الكوميدي والفنان حميد عاشوري ل''الشعب'' . وكشف عاشوري في تصريح ل''الشعب''، على هامش النشاطات والعروض التي نظمها ديوان رياض الفتح لعالم الاطفال، ان هذه الشريحة العمرية في حاجة الى الاهتمام والاحاطة بالرعاية اللازمة وتسليحها بالزاد المعرفي، بالاعتماد على جميع السبل والالوان الثقافية والفنية للوصول الى عقل الطفل وترسيخ اكبر كم من المعلومات والنصائح التي يضمن بها تكوين جيل الغد وضمان إعادة وبناء جماهير مختلف الأجناس الفنية منها المسرح وغيرها التي عرفت فقدان جمهورها بعد أن عاشت سنوات ذهبية في الجزائر . ونوه ذات الفنان بالمجهودات التي يبذلها الفاعلون في الميدان الثقافي والفني الموجه للطفل، من خلال فتح فضاءات عديدة ومرافقة هذه الفئة في عطلها بما يضمن لها الترفيه والتثقيف بالاعتماد على الطرق والسبل التي تعتمد على البهلوان والسحر الذي ينضج عقل الطفل من جهة ويخلق له جوا من المتعة والفرح من جانب آخر. كما كشف عاشوري ل''الشعب'' على ضعف الإنتاج الموجه لعالم البراءة، مستدلا في هذا الشأن بالمسرح، حيث ارجع السبب الى غياب التكوين الذي يضمن توفير الممثل والمخرج وغيرهم من العناصر المكونة للعمل على الخشبة، هذه العناصر التي تنتج فنونا نافعة للطفل ومنمية لتفكيره وذاكرته، وليس تغليب التهريج على الجانب المعرفي والتثقيفي. كما تأسف ذات الفنان في تصريحه ل ''الشعب'' لاعتماده على الوسائل التقليدية ونقص عناصر الحركة الحديثة التي تستهوي الأطفال، وقال أن هذه الوسائل توصل الرسائل التي يحملها العمل الفني بأسلوب عصري يجذب أنظار البراءة ويستحوذ على عقلها، إضافة إلى استعمال النصوص المقتبسة من الكتابات الأجنبية التي لا تتلاءم وخصائص المجتمع الجزائري وهي بعيدة على طبيعة أطفالنا.