يغادر هذا الأربعاء المقبل الفوج الأول من الحجاج الجزائريين للحج أرض الوطن باتجاه البقاع المقدسة من مدينة عنابة على أن يتبعه فوج آخر يوم الخميس المقبل من الجزائر العاصمة لشروع في تهيئة ظروف الاستقبال الحجاج حيث حان الأوان لتغيير مناهج العمل وثمين التجارب الماضية لتفادى السلبيات التي ظهرت بين الفترة والأخرى في التكفل بالحجاج, حيث تم تدوين كل المشاكل وتطوير تنظيم عملية على أساس وسائل حديثة من شأنها أن تضمن تحكم بعثة في تسير أمور الحجاج والمعتمرين ولا يقبل أي إهمال لحقوق الحج والعمرة ولا لان يساء لصورة الجزائر ولمصداقية جهود الدولة من خلال الشروع في العمل أكثر لتذليل كافة العقبات، كما تعكف المصالح المعنية على معاقبة المتقاعسين من الذين يقبضون أموالا لخدمة الحجاج ولايؤدون أمانتهم ومسؤولياتهم في خدمة ضيوف الرحمان. وأوضح السيد بربارة أمس في الحصة الجديدة ڤمنتدى إذاعة القرآن الكريم ڤ في أول عدد لها أن الفوج الأول من بعثة تأطير الحج الموجود حاليا بالبقاع المقدسة عاكف على وضع اللمسات الأخيرة لاستقبال الحجاج في ظروف ملائمة، مشيرا إلى أن الديوان الوطني للحج و العمرة هو مؤسسة عمومية تم إنشاؤها لتفادي الهفوات التي وقعت بالماضي وإدخال بعض التحسينات على عمليات تنظيم موسم الحج ومواسم العمرة طوال السنة. وأكد في السياق ذاته أيضا أن كل الظروف لاستقبال الحجاج بالبقاع المقدسة مهيئة، موضحا من خلال حديثه أن الديوان قام بتأجير عمارات لإقامة الحجاج في شهر مارس الماضي.مشيرا إلى أنه رغم المضاربة التي وقعت في سعر الكراء هذه السنة نظرا لعملية التهيئة التي تجري من حول الحرم الشريف لتوسيعه وتهديم العديد من العمارات إلا أن ظروف إقامة الحجاج الجزائريين سوف تكون ملائمة موضحا في هذا الصدد أن المساحة التي سيقيم فيها أي حاج جزائري مقدرة ب5,3 أمتار مربعة بالنسبة لمكة المكرمة و 4 أمتار مربعة في المدينةالمنورة مضيفا أن هذه الاقامات قريبة من الأماكن التي يؤدي فيها الحجاج مناسكهم. وأشار السيد بربارة أيضا إلى أن التوجيهات الصارمة التي أسديت إلى أعضاء البعثة للتكفل بالحجاج سواء من الناحية الصحية أو التنظيمية أومن ناحية الإرشاد الديني و الإفتاء طالبا من الحجاج الاستجابة لتعليمات أعضاء البعثة حتى يؤدوا أركان فريضة الحج على أكمل وجه. وذكر المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة أن 180 عون من الحماية المدنية يشاركون في بعثة الحج لهذه السنة وهذا من أجل مساعدة الحجاج على أداء فرائضهم خاصة أولائك الطاعنين في السن وذلك إلى جانب أعضاء السلك الطبي. من جهة أخرى انتقد السيد بربارة آداء بعض الوكالات السياحية أوضح انه ڤسوف يفتح ملف الوكالات السياحية التي تشارك في إرسال المواطنين إلى الحج و العمرة بعد انتهاء موسم الحج الحالي مباشرة لدراسته حالة بحالة و اتخاذ التدابير الملائمة بهذا الشأن قائلا في هذا السياق، أن هناك لجنة في البقاع المقدسة تسهر على مراقبة هذه الوكالات السياحية البالغ عددها هذه السنة 26 وكالة من حيث احترامها لدفتر الشروط وأدائها بعين المكان منبها عليها بضرورة الالتزام بوعودها وعدم إعادة جوازات السفر وكذا أموال الحجاج الذين قصدوها للتكفل بسفرهم. وستتكفل 7 وكالات أسفار معتمدة ب 500 حاج من الذين لديهم جوازات أسفار دولية لكل واحدة منها في حين ستتكفل وكالات الأسفار المتبقية ب250 حاج لكل واحدة منها من ذوي جوازات الأسفار الخاصة، مشيرا إلى أن عدد الحجاج لموسم 2008 بلغ 45 ألف حاج من بينهم 36 ألف حاج وحاجة على المستوى الوطني. أما بخصوص التأشيرات أكد السيد بربارة أن منح التأشيرات يجري في ظروف »حسنة جدا« وأن حجاج كل الولايات تسلموا تأشيراتهم موضحا أن السلطات السعودية منحت هذه السنة 137 ألف تأشيرة للجزائريين منها 36 ألف للحجاج حيث أعلن في هذا الصدد عن مشروع جديد لتنظيم هذا المجال أكثر بالتنسيق بين الديوان و السلطات السعودية. هذا وكان المدير العام للديوان الوطني للحج قد دعا بالمناسبة أيضا لجنة المراقبة والمتابعة إلى تقييم العمل الذي يقوم به كل عضو في البعثة، مشيرا من جهة أخرى إلى أهمية إشراك أعوان الحماية المدنية ضمن بعثة الحج مبرزا لأول مرة الأثر الايجابي لدورهم في خدمة الحجاج ومعربا في السياق ذاته عن شكره وعرفانه للتعليمات والتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بهدف تجاوز النقائص وتقديم لأفضل الخدمات للحجاج، مؤكدا وجوب التعامل مع الوكالات التي لديها تجربة رائدة حيث دعا بعثة الحج من جهة أخرى إلى ضرورة الحرص على خدمة ضيوف الرحمان لا سيما بمنطقتي عرفات ومنى، خاصة وأن أغلبية الحجاج هم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة كمرض السكري كما ذكر أعضاء البعثة بضرورة رص الصفوف والتضامن فيما بينهم لأداء مهمتهم الإنسانية في أحسن الظروف وأداء الأمانة. ------------------------------------------------------------------------