استعرض عدد من أعضاء الحكومة الجزائرية، الجمعة، على هامش منتدى سان بترسبورغ الاقتصادي الدولي في روسيا، القدرات والإمكانات الاستثمارية الكبيرة التي يتوفر عليها الاقتصاد الجزائري والتي من شأنها دعم الشراكة والتعاون بين الجزائروروسيا، مؤكدين حرص الطرف الجزائري على الارتقاء بالعلاقات الثنائية لتكون في مستوى إمكانات البلدين. تم تقديم هذه العروض خلال جلسة عمل جزائرية- روسية، نظمت قبيل الافتتاح الرسمي للمنتدى، الذي حضره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، كضيف شرف، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط مشاركة رفيعة المستوى لحوالي 130 دولة، من طرف كل من وزير التجارة وترقية الصادرات الطيب زيتوني، وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحفيظ هني، وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة ياسين المهدي وليد. في هذا الإطار، أبرز السيد زيتوني العلاقات المتميزة بين الجزائروروسيا والتي تستند إلى «خلفية تاريخية»، مضيفا أن الطرف الجزائري يتطلع إلى جعلها في مستوى إمكانات كلا البلدين. وإذ أبرز الطابع «الاستراتيجي» للاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وقعها البلدان، الخميس، بموسكو، لفت وزير التجارة إلى وجود أزيد من 80 مؤسسة جزائرية مشاركة في المنتدى، مؤكدا على أهمية زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى روسيا، بدعوة من نظيره الروسي. وقال بهذا الخصوص: «نحن نتطلع إلى إقامة حوار مع شركائنا الروس للتوصل إلى اتفاقيات شراكة جديدة مستقبلا في عديد القطاعات»، منوها بالقدرات والهياكل التي يزخر بها الاقتصاد الجزائري والتي، علاوة على كونها أساس التنمية الوطنية، تشكل قاعدة للشراكة والتعاون وعامل جذب الاستثمارات، على غرار شبكة الطرق العصرية والسكك الحديدية والمطارات والمنشآت المينائية وكذا النسيج الصناعي، ناهيك عن الموارد البشرية. من جهته، أبرز وزير الفلاحة والتنمية الريفية، المكانة التي يحتلها القطاع الفلاحي في هيكل الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الجزائر توفر كافة التسهيلات والإجراءات للمستثمرين الوطنيين والأجانب على حد سواء، لتجسيد مشاريع في كافة الشُّعَب وحتى في مجال الصناعة الغذائية. وبعد أن دعا المتعاملين الاقتصاديين الروس إلى الاستثمار في الجزائر، أكد الوزير على توفير كافة التسهيلات لهم ومنها توفير العقار الفلاحي في إطار «مناخ خال من كافة التعقيدات البيروقراطية». ووفق الأرقام التي قدمها السيد هني، فقد تم خلال العام الجاري «منح محفظة جديدة ب437000 هكتار في الجنوب للاستثمار وإطلاق ترخيص لحفر 60 ألف بئر موجهة للسقي الفلاحي في إطار استصلاح الأراضي»، لاسيما في الجنوب. آفاق واسعة للتعاون في قطاع الطاقة بدوره، أكد وزير الطاقة والمناجم على «العلاقات الخاصة» التي تربط الجزائربروسيا وهو ما ينعكس على المشاريع التي يجسدها البلدان، منوها بوجود «آفاق واسعة للتعاون» بين شركات البلدين في مختلف الميادين، لا سيما في مجالات المحروقات والمناجم والطاقات المتجددة وحتى في مجال نقل التكنولوجيا الخاصة بتحلية مياه البحر. وأوضح أن مجمع سوناطراك يعمل مع شركة غازبروم الروسية على تطوير حقل أم العسل، جنوب شرق حاسي مسعود، واصفا المشروع ب»الناجح جدا» وان الطرف الجزائري يبحث عن شركاء، خصوصا في روسيا، لاستكشاف البترول والغاز. وقال في ذات الشأن، إن المفاوضات جارية مع شركتي لوكويل وروسنفط. وأضاف عرقاب، «نبحث مع شركاء روس تطوير مشاريع منجمية في الجزائر، لاسيما على مستوى المناجم ذات القيمة المضافة العالية». وفي تطرقه إلى مشاريع التموين بالمياه الصالحة للشرب من المصادر غير التقليدية بالجزائر، أكد الوزير أن القطاع مهتم بالشراكة مع المؤسسات الروسية من أجل تطوير ونقل التكنولوجيات المستخدمة في مجال تحلية مياه البحر. من جانب آخر وفي تصريح لقناة «روسيا اليوم»، على هامش مشاركته في المنتدى، أكد الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، أن شركة «غازبروم» الروسية شريك موثوق به، وأشار إلى وجود شركات روسية أخرى في الجزائر تعمل في قطاع الخدمات وبناء المصانع. وقال في هذا الصدد: «علاقاتنا مع الشركات الروسية لا تعتمد فقط على البحث والاستكشاف، «غازبروم» هي شريك موثوق ل»سوناطرك» ونعمل على تطوير بعض الرقع الموجودة في الجزائر». أما وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني، فأكد خلال نفس الجلسة الأهمية التي يكتسيها التعاون الجاري بين البلدين، خصوصا في مجال إنتاج الأدوية، لافتا الى أن المفاوضات جارية بين شركات روسية وجزائرية لتجسيد مشاريع جديدة في الصيدلة. وقال إن الجزائر تتطلع لتصبح «بوابة إفريقيا للمنتجات الصناعية الروسية»، مشيرا إلى «التشابه في المجال الصناعي بين شركات البلدين، لا سيما في فرع الميكانيك». وفي مداخلة له، أبرز وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة أن الرقمنة وتكنولوجيات الإعلام الحديثة تشكل مجالات واعدة للشراكة بين المتعاملين الجزائريين والروس، مضيفا أن «مناخ الاستثمار في الجزائر في تحسن مستمر». وأكد وليد أيضا، أن الجزائر توفر تحفيزات كبيرة للمؤسسات الناشئة الجديدة أو تلك الراغبة في توسعة نشاطها، لافتا إلى أن الوفد الوزاري الهام والمؤسسات الجزائرية الحاضرة في منتدى سان بترسبورغ «تعطي إشارة إيجابية للمستثمرين الروس»، داعيا الطرف الروسي للاستثمار في الجزائر لاسيما في تكنولوجيات الإعلام.