استقطبت، أمس، محاضرة رئيس الحكومة والسفير الأسبق إسماعيل حمداني، حول (الدبلوماسية الجزائرية في خدمة الاستقلال)، اهتمام تلاميذ وتلميذات عدة ثانويات بالعاصمة وتجاوب الحضور مع اللقاء الفكري الذي نظمته كل من وزارة الشؤون الخارجية عن طريق المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية ووزارة التربية الوطنية بثانوية الرياضيات بالقبة. وتعد هذه المحاضرة التي تدخل في اطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، الأولى في سلسلة من اللقاءات التي ستعقد بمؤسسات تعليمية في كافة ربوع الوطن والهدف منها ترسيخ المبادئ السامية لثورة نوفمبر وتعريف الأجيال الشابة بتاريخ وطنها وبالوجوه والبطولات والمواقف البارزة التي صنعته . ونصح اسماعيل حمداني بالمناسبة الشباب ب «التمسك بالوطنية الجزائرية والابتعاد عن الجهوية والقبلية حفاظا على مكاسب الثورة الجزائرية وعلى وحدة وأمن التراب الوطني «وهي المكاسب ذاتها التي دافعت عنها وافتكتها الدبلوماسية الجزائرية في مفاوضات ايفيان 1961 وحتى في المفاوضات بعد الاستقلال». وقد أضاف قائلا بهذا الشأن أن الدبلوماسية الجزائرية قد واصلت عملها بعد الاستقلال، حيث حملت على عاتقها مسؤولية إزالة مخلفات الاستعمار والسعي لتجسيد التنمية لفائدة الشعب الجزائري، كما تمكنت في 1965 من تحصين وضعية تسيير والتصرف في قطاع المحروقات تأهبا لتأميمات ال24 فبراير1971. وأكد رئيس الحكومة الأسبق أن الدبلوماسية الجزائرية شكلت سندا قويا للكفاح المسلح الذي خاضه جيش التحرير تحت لواء جبهة التحرير الوطني، وتمكنت من توصيل رسالة كفاح الشعب الجزائري ومطالبته بحقه في الحرية وتقرير المصير إلى العالم وإرغام فرنسا الاستعمارية الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتقبل الحل السياسي للقضية. وقد تجاوب تلاميذ ثانويات حسيبة بن بوعلي، الأخوان حامية، سعد دحلب، علي عمار، ثانوية الرياضيات بالقبة، مع المعلومات القيمة المقدمة وتجلى ذلك مليا من خلال الأسئلة التي طرحت والتي تخطت موضوع الدبلوماسية الجزائرية إبان ثورة التحرير الوطني إلى قضايا راهنة كالأزمة بمالي، ومكانة الجزائر بين الدول النامية، وحماية الحدود الإقليمية.