كشفت رئيسة الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين للسياقة، نبيلة فرحات، عن مشروع مهم لتجسيد التربية البيئية في الجزائر ابتداء من السنة الدراسية المقبلة 2023 2024، تطبيقا لأحكام المرسوم التنفيذي 23-98 التي يحدّد كيفيات تعليم قواعد حركة المرور والوقاية والأمن في المدارس. يتمثل هذا المشروع التي كشفت عنه الناشطة الجمعوية في منتدى بمقر جمعية الصحافيين والمراسلين لولاية البليدة، في "شارع السلامة المرورية" الذي يتمثل في مجسم لمدينة مصغرة تسمح للتلاميذ بمحاكاة الواقع في هذا المجسم الذي يسهل استيعاب التلاميذ الدروس التطبيقية. وقالت المتحدثة، إن هذا المشروع سيتم اقتراحه في غضون شهر جويلية الحالي على وزارة الداخلية المخول لها دراسته، وهذا بعدما قدّمت هذه الجمعية اقتراحاتها فيما يخص الدروس النظرية التي من الضروري تلقينها للأطفال خلال الأطوار التربوية الثلاثة. في هذا الصدد أوضحت فرحات قائلة: "تنص المادة 09 من المرسوم التنفيذي 23-98 الصادر في شهر مارس المنقضي على أن المؤسسات التربوية يمكنها الاستعانة بالجمعيات لإقامة أنشطة تتضمن برامج مكملة في التربوية المرورية.. في بادئ الأمر نود استغلال ساحات المدارس لإقامة المجسمات التي ندرس بها ثم نسعى للحصول على مساحة في كل ولاية نخصّصها للتربية المرورية لفائدة الأجيال القادمة". وفيما يخص المضامين البيداغوجية النظرية التي ينبغي تلقينها لنشء المستقبل، تحدثت فرحات قائلة: "ركزنا في مقترحاتنا على استعمال الألوان والرموز في الطور الابتدائي لتعليم إشارات المرور مع وضعها على ألبسة المهرّج بقاعات المسرح، وفي الطور المتوسط نضيف إشارات جديدة للمرور في المقرر الدراسي، وفي الطور الثانوي اقترحنا تدريس قانون المرور بحذافيره وكيفية الامتثال لأفراد الأمن". وعرجت ممرنة السياقة على التأطير البيداغوجي للتلاميذ من قبل زملائها في المهنة، والحائزين على شهادات مدارس تعليم السياقة، لأن ذلك سيضمن جودة التعليم سواء أكان نظريا أو تطبيقيا، ومن غير المعقول بحسبها أن يدرس أستاذة المدارس التربية المرورية لعدم تأهيلهم وتكونيهم في المجال. ونوّهت فرحات بتفعيل المادة 60 من القانون 01-14 التي تنص على إجبارية تعليم قواعد المرور في المؤسسات المدرسية، وقالت بأن ذلك سيسمح بتحسين الثقافة المرورية للمجتمع، ما يسمح مستقبلا تطبيق رخصة السياقة بالتنقيط. وفي هذا الإطار، دعت المتحدثة إلى تفعيل نصوص جاءت في قانون المرور 01-14 من بينها النص الذي يتحدث على ضرورة تخصيص شريط للدراجات، فهذا الأخير بحسب قولها سيخفض من نسبة حوادث مرور مستعملي هذا النوع من المركبات. وتأسست الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين للسياقة سنة 2014، وتمّ تجديدها في سنة 2023 الحالية وتضمّ أعضاء من مكونين في معاهد التكوين ومديري مدارس السياقة بالإضافة إلى الممرنين، وبحسب رئيسة الجمعية فإن عدد الممرنين الممارسين يقدر ب 6630 على المستوى الوطني. أرقام حوادث المرور.. مرعبة.. في سياق ذي صلة، قدمت بن فرحات أرقاما "مرعبة" فيما يخص حوادث المرور بالجزائر والتي حصلت عليها من القيادة العليا للدرك الوطني، وبحسب احصائيات الأشهر الأخيرة ابتداء من جانفي إلى غاية جوان، فقد ارتفعت حوادث المرور بنسبة 45 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وتمّ تسجيل خلال السداسي الأول من سنة 2023 3591 حادث مرور، تسبب في وفاة 1116 قتيل، و5326 جريح، بمعدل يومي قدره 24 حادثا كل 24 ساعة، و7 قتلى و35 جريحا يوميا. وبحسب احصائيات المؤسسة الأمنية فإن أسباب الحوادث تتمثل في السرعة المفرطة بنسبة 22 بالمائة، التغافل بنسبة 12 بالمائة، و10 بالمائة بسبب استعمال الهاتف النقال والتجاوز الخطير. وزيادة على ذلك فقد بينت دلالات جنائية من خلال دراسة عينة من السائقين بخصوص تعاطي المخدرات والكحول، تسجيل 13 ألف حالة إيجابية، ما يعني أن هذه المؤثرات العقلية بات أكثر من وقت مضى سببا رئيسيا يؤدي إلى حوادث المرور. مدارس السياقة لا تحترم دفتر الشروط في حديثها عن ظاهرة حوادث المرور التي أصبحت تفتك بالأرواح في الجزائر أكثر من أي شيء آخر، صرحت فرحات قائلة: "أعتقد أن أغلبية الحوادث سببها العامل البشري لعدم تقيد المواطنين بالنظام المروري، وأيضا لعدم اختيارهم الجيد لمدارس السياقة التي تضمن لهم تكوينا جيدا". وتابعت بالقول: "هناك بعض الأولياء يمنحون أولادهم هدايا النجاح في البكالوريا بالحصول على رخص السياقة، وحبذا لو يختاروا جيدا المدارس التي تحترم المهنة، لكن الواقع عكس ذلك فنجد الكثير من المدارس تروج لتخفيضات للأسعار لمنح رخص السياقة على الرغم من أن دفتر الشروط لسنة 2019 يلزمها بسعر موحد وقدره 34 ألف دينار جزائري". وختمت بقولها: "بحسب أرقام أحوز عليها فإن عدد مدارس السياقة في الجزائر 7050، لكن كثير منها لا يلتزم بالتوجيهات الرقابية التي تفرضها عليها الجهات المختصة، وهذا ما يجب على الدولة التصدي له، كما عليها اللجوء إلى الردع والغرامات المالية للتخفيف من حوادث المرور بالنسبة للجيل الحالي". وفي هذا الإطار، كشفت فرحات بأن الجمعية التي ترأسها ستقوم بعمل تحسيسي وتوعوي بالتوجه إلى مدارس تعليم السياقة لتحسيس الذين يجتازون تكوينهم للحصول على مختلف الرخص، وتجسيد عمل مشترك مع قطاع الشؤون الدينية بالاستنجاد مع المساجد، والتوجّه إلى مدارس محو الأمية، وارتداء ألبسة عليها إشارات المرور في بعض عمليات التوعية لفائدة المجتمع زيادة على التحسيس بضرورة حماية البيئة، وكذا رسكلة المعلمين بمراكز التوحد بهدف استغلالهم لتلقين التربية للأطفال المتوحدين.