أثارت التراخيص التي يمنحها المخزن للكيان الصهيوني للاستثمار في زراعات تستنزف المخزون المائي في البلاد حفيظة سياسيين ونواب في البرلمان المغربي، بسبب تداعياتها على الأمن المائي ومنه الأمن الغذائي للمغاربة، ومنحت هذه التراخيص رغم حالة الجفاف المستمر منذ ثلاث سنوات على الأقل. نبهت المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب المغربي، إلى الترخيص لمشروع صهيوني لزراعة فاكهة "الأفوكادو" على مساحة تقدر ب500 هكتار، وهو الترخيص الثاني المعلن عنه، بعد الأول قبل عامين، مما يستدعي مساءلة المسؤولين عن الغاية من هذه الزراعات التي تنهك المخزون المائي والتي يستفيد منها بالدرجة الأولى الكيان الصهيوني، بينما يضر بالمصالح المغربية. 80٪ من البذور بيد الصهاينة ويدخل هذا المشروع ضمن مشاريع زراعية صهيونية كثيرة، سبق أن كشف عن جزء منها الأستاذ الجامعي المتخصص في الزراعة محمد الناجي، خلال ندوة نظمها مرصد مناهضة التطبيع قبل أسابيع، حيث صرح أن شركات صهيونية بالمغرب (أغلبها غير معروفة) تستحوذ على 80٪ من البذور المستخدمة في الفلاحة بالمملكة. وحول حقيقة تهديد هذه المشاريع للأمن الغذائي للمغاربة، صرح رئيس أكبر هيئة بالمغرب داعمة للقضية الفلسطينية ومناهضة للتطبيع: الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، عبد الصمد فتحي، أن الكيان الصهيوني يهدد الأمن الغذائي للمملكة حقا، وأشار إلى أن "معيشة المغاربة تأزمت، والأسعار ارتفعت، بسبب جشع الصهاينة المتحكمين في البذور، والحاكمين الجشعين المفترسين الذين يتحكمون في المحروقات والأسمدة وسلاسل الإمدادات وشبكات التسويق". وأضاف: "لقد بشرونا بأن التطبيع سيكون سببا للرخاء والازدهار الاقتصادي للمغرب، لكن منذ توقيع التطبيع مسكت السماء قطرها، فشاهدنا أعواما من الجفاف لم يشهد لها المغرب مثيلا منذ 40 سنة". ولفت إلى أن الشعب المغربي يعيش اليوم "واقعا مزريا منذ تطبيع النظام مع الكيان الصهيوني، وقد حذرنا قبل التطبيع وأثناءه من مخاطره على المغرب، فضلا عن كونه خيانة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني. ورفعنا صوتنا عاليا محذرين من فساد الصهاينة وغدرهم ومكرهم، ونبهنا إلى التجارب السابقة للكيان الصهيوني مع الدول المطبعة وما خلف ذلك من مصائب ونكبات على مستوى اقتصاد البلدين". دعوة لفك التطبيع وأردف: "كيف لا تمسك السماء قطرها ونحن نضع أيدينا في أيدي القتلة الذين عاثوا في الأرض فسادا ولا يصلحون. وقد شاهد المغاربة ارتفاعا للأسعار بشكل مهول لم يسبق له نظير، في الوقت الذي كان المطبعون يبشروننا بالرخاء والنماء، فعرفنا تضخما وركودا اقتصاديا وترديا اجتماعيا، في الوقت الذي يجني فيه الصهاينة والمطبعون مكاسب ومغانم على حساب الشعب والوطن ويسجلون أرباحا عالمية غير مسبوقة". ثم انتهى إلى "أننا اليوم بارتهاننا إلى الصهاينة، مهددون في أمننا الغذائي واستقرارنا السياسي، لأن الصهاينة لم يكونوا في يوم من الأيام عنصر تنمية ورخاء، ولا عنصر استقرار ولا وحدة، بل كانوا عنصر جشع وفساد وتمزيق وإشعال الحروب وإثارة الفتن"، مجددا دعوته "لفك الارتباط مع الكيان الصهيوني واستبداله بالارتباط بالشعب، الذي هو قادر على تحقيق المعجزات، إذا وجدت إرادة وحرية".