سجّلت ولاية الوادي، خلال السنوات الأخيرة، إقبالا ملحوظا من الفلاحين على غراسة الأشجار المثمرة والحمضيات، المتوائمة جينيا مع طبيعة المناخ الصحراوي الجاف والحار صيفا على غرار ثمار الزيتون والليمون والعنب والفراولة و«كعب الغزال" حديث التجربة والنجاح الزراعي. عكف العديد من الفلاحين بالوادي فيما مضى من أعوام، بدافع الفضول والاستكشاف، على تجريب وغراسة كثير من أشجار الفاكهة غير الصحراوية في حقولهم وبساتينهم، ليكون تأقلم بعض أصنافها مع الطبيعة المحلية عاملاً مشجعاً ومحفزا على تكثيفها وانتشار زراعتها في الأوساط الفلاحية. واللافت في نشاط غراسة الأشجار المثمرة بالوادي، وجود أصناف ثمرية جديدة لم يسبق زراعتها مثل فاكهة "كعب الغزال" المستجلبة مبدئيا من الجنوب التونسي المحاذي للمنطقة، أو ما يُسمى في الأوساط الشعبية المحلية "البوطبقاية"، حيث أظهرت شجرتها تأقلما سريعا مع البيئة الصحراوية القاسية رغم أنها تنشأ طبيعيا في المناخات الأكثر اعتدالاً. وما يُميز فاكهة كعب الغزال التي بدأت في التوسّع الزراعي بالولاية، هو سهولة تسويقها وترويجها في الأسواق، نظير انخفاض تكلفتها وثمنها مقارنة بالمنتجات الثمرية الأخرى، فهي شبيهة بالخوخ وأكثر طراوة وحلاوة وقيمة غذائية وصحية منه ومن باقي الفواكه، مما يجعلها منافسا للفواكه الأخرى في السنوات القادمة. وإلى جانب غراسة فاكهة "كعب الغزال"، يحرص فلاحو الوادي على زراعة أنواع أخرى من الأشجار المثمرة التي تتوافق مع المناخ الصحراوي شديد الحرارة صيفاً مثل الزيتون والليمون والفراولة والعنب بأصناف متنوعة، أما اللوز فهو بأقل حجم كونه لا يزال محلّ استكشاف من بعض المُزارعين. النجاح التّقني والإنتاجي لبعض الفواكه المُجرّبة بأعداد قليلة في البداية قبل سنوات، حسبما لاحظناه، دفع بالفلاحين والمزارعين إلى توسيع غراستها بعد تطويعها مناخيا شيئاً فشيئاً، مع رصد معطيات عن مميزاتها الإيجابية، وكيفيات إخضاعها بيئيا إلى النمو الشجري والإنتاج الثمري كما ونوعا في الصحراء. وعلاوة توسّع نشاط غراسة الأشجار الثمرية بالوادي، تعتبر الولاية موطنا طبيعيا ورئيسيا في زراعة وإنتاج الفواكه الصحراوية الصيفية مثل التمور والبطيخ الأحمر والأصفر، إذ تساهم بتصدير كميات هامة من تلك المنتجات المحلية سنوياً إلى الأسواق الخارجية.