تثمينا لمجهوداته المبذولة طيلة مشواره في التعليم وتقديرا لأعماله البارزة في خدمة المشهد الثقافي الجزائري، التف أصدقاء وأحباب وتلاميذ القاص سعدي صباح في احتفالية لتكريمه، نظمها عدد من تلاميذه، حيث أدلى أدباء ومثقفين بشهادات تحمل الكثير من معاني الحب والتقدير والامتنان التي تليق بمشواره الإبداعي. لم يكن تكريم القاص سعدي صباح اعتباطيا، حسب ما أوضحه رئيس المكتب الولائي لجمعية التضامن والعلاقات رزيڤ خالد، بل فكرت فيه عاصمة الولاية، وبالتحديد المكتبة الرئيسة للمطالعة، بناء على تتويجه بجائزة متون الوطنية بوهران، عن مجموعته القصصية خضراء الرحل، وخمدت الفكرة لظروف الكاتب غير المستقرة، والتزامات مكتب عين وسارة لاتحاد الكتاب، وعلى هامش تكريم الفائزين في مسابقة القصة والشعر، التي نظمتها الجمعية الوطنية للتضامن كان القاص سعدي صباح في لجنة التحكيم، إلى جانب الشاعر عقيل بن عزوز، وخلال الاحتفاء بالمتوجين، في أمسية أدبية تكريمية، كان اللقاء بين الأستاذة والإعلامية فتيحة بداران برئيس المكتب الولائي لجمعية التضامن والعلاقات: رزيڤ خالد، واتفقا على تكريمه، ولما تسرب خبر التكريم لتلامذة سعدي صباح، نسقوا مع الأمين الولائي، صاحب الفكرة، فاتصلوا بالقاص، المتوجّ سلفا، فتقبل الفكرة بسرور، إنما اقترح ألا تكون في قاعة رسمية، بل فضل أن تكون في صالون بيته شبه مغلقة إلا من التلاميذ والأصدقاء والإعلاميين، وكان الأمر كذلك، وقد حضر أصدقاء القاص، منهم المنسق العام للاتحاد، الشاعر عزوز عقيل، رئيس بيت الشعر سليم دراجي، الدكتور غربي كمال، الدكتور مخلوف ربيحاوي، الفنان أيوب الصغير من المدية.. وفي شهادته بالمناسبة قال عزوز بايزيد عقيل: "من الجميل أن نلتقى في هذا الحر، حرارة هذا اللقاء وهذه المبادرة الجميلة التي يقوم بها تلامذة الأستاذ سعدي صباح لتكريمه، ولعلها مبادرة تستحق الثناء والشكر، وخير تكريم أن يأتي من الأبناء، وأنا أعرف جيدا حجم هذا التكريم وقيمته المعنوية الذي يضاهي كل التكريمات بمختلف تنوعاتها، والتكريم هنا بقيمته المعنوية التي لا تضاعيها أية قيمة أخرى، وسعدي صباح غني عن التعريف وقد سبق تكريمه في محطات مختلفة وفي أرجاء مختلفة في هذا الوطن". وأردف قائلا، "ولعلّ هذا التكريم هو إضافة أخرى في مسار المبدع الذي تزخر به عين وسارة والوطن على حدّ سواء، وهو صاحب التتويجات العديدة وفي محطات عديدة وهو صاحب الأعمال المتنوعة رواية وسيرة وقصصا، ولعلّ هذا المنجز الإبداعي الذي جعلنا نحتفي باسم من الأسماء ذائعة الصوت اسم شق دروب الإبداع بمختلف تنوعاتها وإذ نشد على يديه نبارك الخطوة الجميلة، وهو الذي يحمّلنا مسؤولية كبرى أمام الآخر". من جهته ذكر سليم دراجي، أنه عرف سعدي صباح إنسانا بكل طيبته الإنسانية وعرفه رفيق طريق في كثير من الأسفار، خفيف الروح حاضر الفكاهة، كما عرفه أديبا قاصا وشاعرا وروائيا متميزا. وأشار دراجي، إلى أن صباح سعدي استطاع بحضوره الأدبي أن يشارك في صناعة المشهد الأدبي، وبخاصة السردي منه ولائيا ووطنيا وعربيا، وذلك بحضوره المستمر في مختلف المنابر واللقاءات، إضافة إلى منجزه المطبوع والذي تعدى الخمس مؤلفات بين القصة والرواية، إلى كتابة الشعر بشقيه الملحون والفصيح. وقال "هذا الرجل الذي تحصّل على كثير من الجوائز وكَرّم من مؤسسات وطنية وعربية حق له أن يكرم في مدينته، وهو أحد الذين رسموا اسمها بماء الذهب رفقة ثلة من أبنائها أمثال الشاعر عزوز عقيل وسليم دراجي، حينما كنا نقاوم الموت بالحرف سنوات التسعينيات من القرن الماضي، لا سلاح معنا إلا نصوصنا التي نقطع مئات الكيلومترات لقراءتها من أجل أن نثبت للآخرين أن الوطن ما زال ينبض بالحب وبالحياة". وأضاف "سعدي صباح مسيرة طويلة محفوفة بالحب والجمال، وسيرة عطرة حافلة بالعطاء، ونحن سعداء بتكريمه هذا المساء من قبل بعض تلاميذه الأوفياء، الذين عرفوا كيف يردون الجميل، وسعداء أكثر لأننا حضرنا هذا التكريم لنشاركه الفرح مثلما شاركناه مسيرة الكتابة طيلة عقود من الزمن". كما كان لتلاميذ المعلم سعدي صباح تكريم خاص وكلمات عطرة من طرف المبدع شداد عمر وشواف مختار، ورزيڤ خالد.. سعدي صبّاح كاتب من مواليد 1955 ببنهار "البيرين" ولاية الجلفة، شارك في العديد من الملتقيات الأدبية واللقاءات الإبداعية، كما سبق له الفوز بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية، له تكريمات عديدة، ترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات منها "الفرنسية والإنجليزية والرومانية والإيطالية"، من قبل المترجم الموهوب منير مزيد برومانيا. صدرت له المجموعة القصصية "عرس الشيطان" الفائزة بالمرتبة الأولى، وطبعت على نفقة دار الثقافة بالجلفة تحت رعاية والي الولاية. له جائزة وطنية بالسفير. وجائزة وطنية في المسابقة الكبرى للقصة القصيرة، والجائزة الوطنية على هامش الملتقى المغاربي بوادي سوف "كوينين"، وجائزة ابن هدوقة على هامش الملتقى الدولي. وجائزة شموع لا تنطفئ الوطنية بالباهية وهران على هامش الملتقى الوطني "شموع لا تنطفئ"، كما تحصّل على جائزة "القلم الذهبي" في القصة القصيرة بالشروق برعاية رئيسها علي فضيل، بالإضافة إلى مجموعة قصصية فائزة بجائزة الاستحقاق الدولية بلبنان، وجائزة "من أفضل الكتاب" من قبل الصحافة العالمية. أدرج اسمه ضمن كُتاب المنطقة "كتاب الجلفة" وضمن أنطولوجيا الكتاب بعين وسارة، نالت كل أعماله نصيبها من النشر الورقي بكل الجرائد والمجلات.