يقول أستاذ الاقتصاد الدكتور عثمان عثمانية، منذ أن أبدت السلطات الجزائرية رغبتها في الانضمام إلى مجموعة بريكس، بدأت العمل على تعزيز فرصها للانضمام، فتقدمت الجزائر بطلب رسمي من أجل الانضمام للمجموعة، كما قطع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون شوطا كبيرا في هذا المسعى خلال الأسابيع الماضية، بزيارة كلا من روسياوالصين، اللتين تشكلان أكبر اقتصاديين في المجموعة. تبحث الجزائر - حسب ذات المحدث - على تتويج الإصلاحات الاقتصادية والمؤسساتية التي باشرتها مؤخرا، من أجل تعزيز فرصها الاقتصادية، وتحقيق طموحها في بناء اقتصاد قوي بعيدا عن الريع. في هذا السياق، تشكل مجموعة بريكس فرصة هامة على عدة مستويات، إذ تضم سوقا كبيرة تحوي حوالي 43% من إجمالي سكان العالم، يمكن الاستفادة منها في تصدير السلع والخدمات الجزائرية، خاصة وأن أحد التوجهات الأساسية للسلطات اليوم هو تعزيز الصادرات خارج المحروقات، والرهان هنا على دفع الصناعة الوطنية وبناء جهاز إنتاجي فعال ومرن، يمكنه خدمة تلك الأسواق في حال الانضمام. وقد بينت نتائج زيارة الرئيس تبون للصين، التي تكللت باستقطاب استثمارات بقيمة 36 مليار دولار، أنه يمكن الاستفادة من دول المجموعة بشكل كبير في جذب الاستثمارات الأجنبية، والتي ستكون لها آثار إيجابية ومحفزة على الاقتصاد الوطني، فبالإضافة للتمويل الذي يمكن أن ينجر عن تلك الاستثمارات، يمكن الحصول على التكنولوجيا الأساسية للكثير من الصناعات اليوم، خاصة من الصين والهند المتفوقتين في هذا المجال. وحسب عثمانية، فإنه ومنذ إبداء الرغبة في الانضمام للمجموعة خلال السنة الماضية، عمدت السلطات الجزائرية إلى إبراز المقدرات التي تزخر بها الجزائر، وما يمكن أن تضيفه للمجموعة في حال انضمامها، خاصة وأن الجزائر تحظى بموقع استراتيجي، فهي أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة، وتحتل موقعا استراتيجيا يجعل منها بوابة للقارة السمراء، ما جعل منها لاعبا رئيسيا في مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تبحث من خلالها بكين على تعزيز التجارة عبر العالم. كما تمتلك الجزائر رصيدا كبيرا من العلاقات السياسية مع الدول الإفريقية، وأيضا من ناحية البنية التحتية، منها الطريق العابر للصحراء الذي سيربط البلاد بعدة أسواق إفريقية، وأيضا قربها من الأسواق الأوروبية يجعل منها مركزا هاما للتجارة مع الشمال والجنوب. وتمتلك الجزائر أيضا مقدرات طبيعية هامة، طاقوية ومعدنية، يمكن أن تغذي اقتصادات دول المجموعة، مثل النفط والغاز والمعادن. كما قامت السلطات - حسب محدثنا- بتحركات دبلوماسية كبيرة من أجل دفع ملف الانضمام، كان أهمها زيارة الرئيس تبون لروسيا ثم الصين خلال الأسابيع الماضية، وهذا ما ضمن تأييد البلدين لملف الجزائر.