الاحتلال الصهيونى يشكل وجه القمع الحقيقي للشعب الفلسطيني من خلال معاملة الأسرى في سجون الاحتلال وأنّ من أهمية الإعلام المتخصص في قضايا الأسرى هو تسليط الضوء على جرائم الاحتلال ويعد ذلك مقدمة لمحاكمة الاحتلال على جرائمه تجاه شعبنا الفلسطيني، حيث أنّ من أهم أولويات العمل في هذه المرحلة هو إطلاق سراح الأسرى والسعي دومًا لتحقيق السلام من خلال الالتزام الصهيوني أولا في إنهاء الاحتلال والسعي إلى إنهاء مبررات استمرار احتجاز الأسرى في السجون والمعتقلات الصهيونية. المجتمع الدولي مطالب بممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الفاشية واتخاذ إجراءات عملية ترغمها على الانصياع للقانون الإنساني والإرادة الدولية، خاصة وأنّها تعتبر نفسها دولة فوق القانون، ولا تعير اهتماما للشرعية الدولية، الأمر الذي يستدعي محاسبة قادتها أمام محاكم مجرمي الحرب الدولية على ما يرتكبوه من جرائم يومية بحق أسرانا وعموم أبناء شعبنا الفلسطيني. وأنّ ذلك لا يمكن أن يتم بدون تسليط الضوء علي قضايا الأسرى إعلاميا من خلال الإعلام الفلسطيني المتخصص الهادف إلى نقل الحقائق وأن تتبنى وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية قضايا الأسرى من خلال مواقع الانترنت والمطبوعات من صحف ومجلات ونشرات ومن المهم وضع خطة بين الإذاعات الفلسطينية المحلية بجانب تلفزيون فلسطين ووكالة الإنباء الفلسطينية لتسليط الضوء علي قضايا الأسرى وجرائم الاحتلال بحقهم وتطوير هذا الجانب الإعلامي المهم المتعلق في نقل الأخبار والتقارير الخاصة بواقع الأسير الفلسطيني. وممّا تقدم يقودنا إلى نتيجة مهمة أنّ الإعلام الفلسطيني لا يرتقى إلى مستوى تضحيات الأسرى ولا يوجد حتى الآن أيّ من وسائل الإعلام الفلسطيني متخصصة في قضايا الأسرى وعلى صعيد تقديم المحتوى والمضمون ونوعية الخطاب الإعلامي لنقل معاناتهم وعرض قضيتهم وهذا يعكس أهمية إيجاد وسائل إعلام متخصّصة علي الصعيد الفلسطيني ووضع آلية إعلامية وطنية متكاملة لدعم الأسرى ومساندتهم في سجون الاحتلال. لا بد من إطلاق وسائل إعلام متخصّصة في قضايا الأسرى وحشد الطاقات الإعلامية ضمن منظومة متكاملة لتعزيز دور الإعلام في تبني قضية الأسرى والعمل على بذل مزيد من الجهد لنصرة قضية الأسرى بكل طريقة متاحة لا سيما من خلال دور ووسائل الإعلام. ولعل أيضا هناك جوانب مهمة لا بد من التحرك والعمل على تفعيلها على المستوى الدولي والعربي من خلال البعثات الفلسطينية الدبلوماسية والسياسية والمتعلقة في الجوانب الفنية مثل "الدراما والأفلام السينمائية، والمعارض والصور" للتعريف على قضية الأسرى وخطورة الأوضاع التي يمر بها الأسرى في سجون الاحتلال. ولعلّ المطلوب فلسطينيا تجاوز العقبات والانتقال من إطار التوصيف والنقد إلى إطار العمل والفعل الذي يخدم القضايا الفلسطينية وتوحد الجهود لإطلاق مشاريع إعلامية فلسطينية وخاصة في مجال الإعلام الرقمي وخصخصة المواضيع المتعلقة بقضايا الأسرى والكشف عن جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي يرتكبها الاحتلال الهمجي العنصري. المطلوب من وسائل الإعلام والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية العمل على إبراز قضية الأسرى بشكل موسّع وتسليط الضوء على قضايا الأسرى بشكل متخصّص من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومن الضروري أن تبقى قضية الأسرى حاضرة بشكل دائم حتى يتم تبييض السجون من الأسرى والأسيرات وفضح جرائم الاحتلال وتحقيق الحرية لشعبنا الفلسطيني وخاصة أنّ الأسرى هم رمز الكرامة والحرية وأن لا سلام بدون الحرية للأسرى وبدون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.