تكتل بريكس يتطلع إلى إنشاء عملة مشتركة لأعضائه وتشجيع التعامل بالعملات المحلية. ويعتزم توسيع حظوظه في الاقتصاد العالمي، بعد أن حقق ناتجا خاما محليا يتجاوز ذلك المحقق من طرف مجموعة السبعة.. في الساعات القادمة.. تنعقد قمة بريكس بجوهانسبورغ، وستتم دراسة ملفات ترشح الانضمام ل 23 دولة بينها الجزائر. بدأت عقارب الساعة تتقدم بسرعة نحو ضبط جميع دول العالم على توقيت بريكس، حيث سيكون الحدث إفريقيا وستكون إفريقيا مركز اهتمام، كما يحق لها أن تكون. من قلب إفريقيا وتحديدا من مركز "ساندتون للمؤتمرات" في جوهانسبورغبجنوب إفريقيا التي ستحتضن قمة مجموعة بريكس، للإعلان عن قرارات اقتصادية تاريخية، ستغير من الخارطة الجيو-اقتصادية للعالم، التي طالما ميزتها الأحادية القطبية. حيث سيتضمن جدول أعمال القمة دراسة ملفات 23 دولة، كانت قد قدمت طلبات رسمية للانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي، بينها الجزائر التي قدمت ملف ترشحها في السابع من نوفمبر 2022. مع اقتراب تاريخ انعقاد القمة الذي سيكون بين 22 و24 من الشهر الجاري، تقترب مجموعة بريكس التي تضم حاليا كل من الصين، والهند، والبرازيل، وروسيا، وجنوب إفريقيا، من مضاعفة عدد أعضائها، من بينهم الجزائر والسعودية، مصر، البحرين، إيران إندونيسيا، الأرجنتين، بنغلاديش، والإمارات، مما سيرفع من الناتج المحلي للدول الأعضاء إلى 32.66 تريليون دولار. حيث يبلغ الناتج الخام المحلي للأعضاء الحاليين، بدءا بالصين 19.37 تريليون دولار، الهند 3.74 تريليون دولار، البرازيل 2.08 تريليون دولار، روسيا 2.06 تريليون دولار، وجنوب إفريقيا ب399 مليار دولار. من جهة أخرى، أبدت روسيا خلال قمة سانت بطرسبرغ، الروسية -الإفريقية المنعقدة بروسيا منذ أسبوعين، نيتها في ضمان استقرار الاقتصاد العالمي ودعم الاقتصاديات الناشئة من خلال تحقيق عدالة اقتصادية من خلال تطوير الشراكات الوثيقة والتعاون مع الشركاء في مجموعة بريكس وخارجها، من الدول التي تعيش تهديدات اقتصادية رغم توفرها على مكامن للثروة، حيث أكد أن التحديات والتهديدات العابرة للحدود تتطلب استجابة مشتركة لها وتعاونا جماعيا. حيث يعمل تحالف بريكس منذ أول قمة له في 16 جويلية 2009، في مدينة يكاترينبورغ الروسية - بمشاركة البرازيلوروسياوالهندوالصين أولاً، لتنضم إليها جنوب أفريقيا في 24 ديسمبر 2010- على إنشاء تحالف دولي يكسر الهيمنة الاقتصادية وتخلق توازنا قطبيا، خاصة وأن عدد سكان دول بريكس يشكل 40 % من سكان العالم، وتغطي الدول الأعضاء فيه، مساحة تزيد على 39 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل 27 % من مساحة اليابسة. ويتجاوز حجم اقتصاديات دوله، الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة السبع، الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وفرنسا وكندا وإيطاليا. ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي فإن حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس، طبقا للقوة الشرائية، فقد بلغ 44.1 تريليون دولار، كما ينتج 30%، مما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات. باعتبار أن دوله تعتبر من بين أكبر عشر دول تحتفظ باحتياطيات تبلغ نحو 40%، من مجموع احتياطيات العالم. فيما يبلغ حجم اقتصاديات دول مجموعة السبع الكبرى 40.7 تريليون. وقد ذهبت مجموعة بريكس بعيدا، ضمن إستراتيجيتها المناهضة لهيمنة الدولار الأمريكي، من خلال إنشائها لبنك تنمية يقع مقره بمدينة شنغهايالصينية، برأسمال قدره 100 مليار دولار، أين قامت الجزائر بضخ 1.5 مليار دولار، كمساهمة أولية للانضمام إلى هذه المؤسسة المالية الجديدة. خلال زيارته الأخيرة إلى الصين، كورقة رابحة أخرى تضاف إلى قائمة نقاط القوة التي سجلها إلى غاية الآن ملف انضمام الجزائر إلى تكتل بريكس. كما قامت الصين بإطلاق مؤسسة مالية دولية أخرى، تتمثل في البنك الأسيوي للاستثمار في البنى التحتية، مقرها ببكين، كبدائل مالية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. في هذا الصدد يرى ملاحظون أن الدول الناشئة ستستمر بقيادة نمو الاقتصاد العالمي.