يشارك الفيلم الجزائري "الأخيرة" لعديلة بن ديمراد وداميان أونوري، في الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان روتردام للفيلم العربي، التي تقام من 5 إلى 10 سبتمبر الجاري. وينتظر أن يتنافس الفيلم، إلى جانب ثلاثة أفلام عربية أخرى، على جائزة الجمهور. ويتوازى ذلك مع مشاركة "الأخيرة" في "أيام المؤلفين" بالدورة التاسعة والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي بإيطاليا. اختير الفيلم الجزائري الروائي الطويل "الأخيرة"، من إخراج مشترك لعديلة بن ديمراد وداميان أونوري، للتنافس على جائزة الجمهور ضمن مهرجان روتردام للفيلم العربي. جاء ذلك في بيان أصدره المهرجان، كشف فيه عن برنامج الدورة 23، التي تقام بين 5 و10 سبتمبر الجاري، وتضمّ 39 فيلما، منها 21 فيلما طويلا و18 فيلما قصيرا، من إنتاج 11 دولة عربية، بالإضافة إلى شراكات إنتاجية مع 8 دول غربية. ويشارك "الأخيرة" في هذه الفئة رفقة عدد من الأفلام الأخرى، منها "سطار" للسعودي عبد الله العراك، و«رحلة يوسف" للسوري جود سعيد. ومن بين الأفلام المتنافسة في المهرجان، خمسة أفلام في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، ومثلها في المسابقة الوثائقية، بالإضافة إلى خمسة أخرى في مسابقة الأفلام القصيرة. على سبيل المثال، يشارك بمسابقة الأفلام الطويلة فيلم "19 ب« لأحمد عبد الله السيد من مصر، و«بركة العروس" لباسم بريش، وهو من إنتاج لبناني قطري، و«علم" للمخرج فراس خوري (فلسطين، فرنسا، تونس، السعودية، قطر)، و«إن شاء الله ولد" للمخرج الأردني أمجد الرشيد. فيما يعرض بمسابقة الأفلام الوثائقية فيلم "تحت الشجرة" للتونسية أريج السحيري، و«مش زيهم" للمصرية نادية فارس، و«بعيداً عن النيل" للمصري شريف القشطة، و«مافيا البرغر اللبنانية" لعمر مواليم (كندا)، و«طفولة عماد" لزهافي سانجافي (العراق، السويد، ليتوانيا). وتتنافس بمسابقة الأفلام القصيرة أعمال نذكر منها "حمزة أطارد شبحاً يطاردني" لورد كيال من فلسطين، و«عبد" لعبد السلام الحاج من الأردن، و«شريط فيديو تبدل" للسعودية مها الساعاتي، و«ترينو" لنجيب كثيري من تونس. كما يحتفي المهرجان بذكرى مرور مائة عام على وفاة الملحّن المصري سيد درويش (1892-1923) بحفل موسيقي خاص، بجوار تكريم الفنان الهولندي مارتن فوندس، وهو الملحّن الأول لعام 2021 في هولندا، وسيقوم بتقديم مقطوعة موسيقية جديدة مستوحاة من أعمال سيد درويش. وتأتي مشاركة فيلم "الأخيرة" (أو "الملكة الأخيرة" في تسمية رائجة) في مهرجان روتردام للفيلم العربي، بالموازاة مع اختياره ضمن قائمة الأفلام المتنافسة في فئة "أيام المؤلفين" (أيام البندقية) للدورة 79 لمهرجان البندقية السينمائي بإيطاليا، التي تتواصل فعالياتها إلى 10 سبتمبر الجاري. وتعتبر "أيام المؤلفين" (باللغة الإيطالية: جيورانتي دغلي أوتوري) بمثابة تظاهرة موازية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، تأسست في 2004 من قبل "جمعية المؤلفين السينمائيين والمؤلفين والمنتجين المستقلين" الإيطالية، وهي تمنح جوائز "فنيس دايز أواردز" (جوائز أيام البندقية). وفي هذا الإطار يتنافس "الملكة الأخيرة"، باعتباره الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجين، على جائزتي "لويجي دي لورنتس" و«أسد المستقبل". ويتناول هذا الفيلم، المنتج في 2021، حياة الملكة "زفيرا" بالجزائر العاصمة في القرن 16 إبان السنوات الأولى للوجود العثماني في الجزائر، وإبان أيضا الغزو الإسباني للعديد من المدن الجزائرية، وهي فترة عرفت تحولات كبرى في تاريخ المدينةوالجزائر ككل. وتمّ تصوير هذا الفيلم في الأعوام الأخيرة وفي ظل جائحة كورونا بكل من الجزائر العاصمة (قلعة الجزائر وقصر رياس البحر - حصن 23) وكذا قلعة المشور بتلمسان. للتذكير، فقد حاز داميان أونوري على عدد من الجوائز الدولية عن عمليه، الوثائقي "فدائي" (2014)، والروائي القصير "قنديل البحر" (2016)، الذي شاركت فيه عديلة بن ديمراد، وهي ممثلة ومخرجة سينمائية ومسرحية وكذا منتجة، وقد عرفت بأدوارها في العديد من الأفلام الروائية الطويلة مثل "نورمال" و«السطوح" لمرزاق علواش و«قبل الأيام" لكريم موساوي.