يبدو واضحاً اليوم أنّ من فوائد انقلاب الغابون أنه أبعد التدخل العسكري عن النيجر، لأنّه لن يكون مفهوماً أن يتم التعاطي مع انقلابيي الغابون ب "سلاسة"، بينما يتم اللجوء إلى التدخل العسكري في النيجر لإعادة الانتظام الدستوري والرئيس محمد بازوم إلى سدة السلطة. بيّن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الخميس، في طليطلة، عزلة فرنسا التي تنهج الخط الأكثر تشدداً إزاء عسكر النيجر. والدليل على ذلك تصريح جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الذي أعلن عقب الاجتماع، أن وزراء الخارجية كانوا "بالغي الوضوح، مؤكّدين أن الأولوية يجب أن تعطى للحل الدبلوماسي". ورفض الأوروبيون طلب ممثل المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس)، توفير دعم عسكري ومالي ولوجيستي للعملية العسكرية التي يمكن أن تقوم بها هذه المجموعة في النيجر. هذا، وبعد أكثر من شهر مر على الانقلاب في النيجر، لا تزال فرنسا تتمسك بخط رفيع يصلها يوميا بالرئيس المعزول محمد بازوم، وترفض الاعتراف بما بعده. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إنه يتحدث يوميا مع رئيس النيجر المعزول محمد بازوم، وجدّد التأكيد على دعم فرنسا له. جاء ذلك بعد وقت قصير من إدانة النظام العسكري الحاكم في النيجر، الجمعة، "التدخل الإضافي" لفرنسا في البلد الأفريقي، في إشارة لتصريحات سابقة لماكرون دعم فيها بازوم أيضا. وفي نيامي، تجمّع آلاف المتظاهرين الجمعة قرب قاعدة عسكرية تضم قوات فرنسية، للمطالبة برحيل العسكريين الفرنسيين. هذه المظاهرات جاءت بعد مظاهرات مماثلة نظّمت منذ انقلاب 26 جوان، ومن المقرر أن تستمر اليوم.