تواجه العديد من العائلات المتعددة الأفراد الذين يزاولون الدراسة، تحدّي توفير المستلزمات الدراسية، بحلول الموسم الدراسي الجديد، ما يضطر العائلات المحدودة الدخل إلى الاستنجاد بالجمعيات الخيرية، حتى تتكفل باحتياجات أبنائها التلاميذ، بالنظر إلى الأسعار المرتفعة التي أشهرها تجار المحلات والمكتبات، قبيل الموعد الدراسي. أطلقت الجمعيات المحلية الناشطة على مستوى ولاية معسكر، حملة تطوعية لجمع الأدوات والمستلزمات الدراسية، لفائدة التلاميذ المعوزين واليتامى، الذين لم يسعفهم الحظ في الاستفادة من إعانة التمدرس، حيث تسجل المصالح العمومية لمعسكر، 108824 تلميذ معوز، منهم 19200 تلميذ سيستفيدون من الحقيبة المدرسية المجهزة بكامل مستلزماتها المحددة من طرف وزارة التربية، بحسب كل طور. وسارع الشباب الجمعوي الناشط، إلى التكفل بفئة التلاميذ المعوزين، بحسب الإمكانيات الموفرة من طرف المحسنين أو المتعاملين الاقتصاديين، على غرار مكتب بلدية سيق لجمعية البركة، الذي تدخل لتوفير 290 حقيبة مدرسية لفائدة المعوزين، بمساهمة من شركة محلية، وهي أكبر حصة من المحافظ توفرها المكاتب المحلية للجمعيات الخيرية الناشطة، لتخفيف عبء نفقات الدخول المدرسي على الأسر البسيطة والمعوزة. وبالحديث عن ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية، خصصت مديرية التجارة لمعسكر بالتنسيق مع غرفة التجارة بني شقران، فضاء تجاري خاص ببيع الأدوات والمستلزمات الدراسية، بمشاركة 11 متعاملا اقتصاديا استثناء بعاصمة الولاية، ما تعذر على العديد من العائلات بالدوائر الكبرى لمعسكر، الانتفاع من الخدمات التجارية التي يقدمها المعرض التجاري بأسعار تنافسية. مقابل ذلك، شرعت المحلات التجارية بمعسكر في تجهيز واجهاتها لاستقطاب الزبائن بعرض المستلزمات الدراسية من أدوات ومآزر ومحافظ، إضافة إلى الملابس والأحذية الجديدة، حيث تعرف شوارع معسكر وأسواقها، حالة من الازدحام والحركية طيلة ساعات اليوم للأولياء برفقة أبنائهم لاختيار واقتناء عُدّة الدخول المدرسي. وانقسم الأولياء بين من يعتمدون على قائمة الأدوات المدرسية التي حدّدتها وزارة التربية، وآخرون يفضلون التريث وانتظار موعد الدخول المدرسي، حتى يتسنى لهم الحصول على قائمة الأدوات المدرسية التي يطلبها الأساتذة والمعلمين، فضلا عن فئة أخرى من أولياء التلاميذ، التي تتوقع إغراق السوق المحلّية بالمستلزمات الدراسية وبالتالي انخفاض أسعارها. في الزاوية المشرقة من الموضوع، لم يعد أولياء التلاميذ بمعسكر، يفكرون في حرمان أبنائهم من الدراسة بسبب الحاجة والعوز مثلما كان يحدث في زمن سابق، بل تواجه هذه الفئة أوضاعها المادية بجهد مضنٍ وحكمة بالغة، حيث يعتبر تجهيز الأبناء المتمدرسين من الأولويات لدى الأسر البسيطة، حتى وإن استدعى الأمر الاستدانة والاقتراض. ويكلف تجهيز تلميذ واحد متمدرس بالطور الابتدائي، إنفاق 7 آلاف دج بين الأدوات المدرسية والكتب، وتزيد قيمة تجهيز المحفظة المدرسية بزيادة سعر هذه الأخيرة، التي تنطلق أسعارها بالأسواق المحلية لمعسكر من 1800 دج إلى 4000 دج حسب جودة المنتج، دون احتساب ما يكلفه تجهيز التلاميذ استعدادا للدخول المدرسي، من ثياب ومقتنيات جديدة، إضافة إلى المآزر التي لم تنخفض أسعارها أدنى عن 1200 دج. في الموضوع، أبدت عيّنة من أولياء التلاميذ، على مستوى المعرض التجاري للمستلزمات الدراسية، المنظم من طرف مديرية التجارة لمعسكر، صدمتها لغلاء أسعار اللوازم المدرسية مقارنة مع جودتها. وتحرص العائلات على اقتناء منتجات ذات جودة عالية، خاصة إذا تعلق الأمر بالمحافظ المدرسية، التي لا تصمد طويلا أمام وزن الأدوات والكتب على حد تعبير إحدى ربات البيوت، التي التقيناها بالمعرض التجاري لمعسكر، والتي عبرت عن تطلعها لإصلاح منظومة التعليم في الجزائر بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة، وتعميم استعمال اللوحات الالكترونية في التدريس بكل الأطوار، بدل النفقات الكبيرة التي يكلفها الدخول المدرسي في كل موسم.