قوة اقتراح إقليميا ودوليا وفق سياسة الالتزام بمواقف ثابتة مواقف متوازنة ودعم لامشروط في تأييد القضيتين الفلسطينية والصحراوية أحرزت الدبلوماسية الجزائرية تفوقا في دعم القضايا العادلة في سياق الجهود المبذولة على أعلى مستوى والنشاط الدبلوماسي المكثف من أجل استعادة دور الجزائر الإقليمي كقوة اقتراح في النزاعات الإقليمية والدولية وفق سياسة الالتزام بمواقفها الثابتة مهما كانت المتغيرات والتحديات الدولية وانتهاج مقاربة سلمية في حل الأزمات السياسية والعسكرية ودعم الجهود والمبادرات الرامية لإرساء الأمن والسلم في المنطقة الإفريقية والعربية. تؤكد الحركية الكبيرة للنشاط الدبلوماسي الجزائري، في إطار مشاركة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساعي الجزائر لتفعيل سياستها الخارجية على المستوى الدولي وفرض وجودها دوليا واستعادة مكانتها وأدوارها في التدخل في العديد من القضايا الدولية الهامة التي فرضتها التوجهات الجديدة، لاسيما ما يخص الدعم والوساطة لحل الأزمات والصراعات الدولية الإقليمية ومساندة القضايا العادلة والشعوب المضطهدة التي تكافح من أجل الحرية والاستقلال على غرار الشعبين الفلسطيني والصحراوي. وتستند السياسة الجديدة التي تعتمدها الدبلوماسية الجزائرية للمساهمة في أمن واستقرار المنطقة الإفريقية والعربية، على جملة من الأسس والمبادئ التي تشكل عقيدة راسخة في سياسة الجزائر الخارجية، من خلال التمسك بثبات مواقفها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتسوية النزاعات بالطرق السلمية ودعم الحلول الدبلوماسية، وهو ما أكده رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في الخطاب الذي ألقاه بالدورة العادية للأمم المتحدة، والذي أشار خلاله الى مواقف الدولة الجزائرية ووقوفها الى جانب الموقف الإفريقي المشترك، من أجل وضع حد للظلم التاريخي الذي تعرضت له القارة الإفريقية. كما تستعد الجزائر من خلال التطورات التي أحرزتها على المستوى الدولي لاسترجاع مكانتها الدولية، خاصة وأنها تمكنت من نيل العضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي لمدة سنتين في مطلع جانفي المقبل لتكون قوة مؤثرة ودولة محورية لها أهمية إستراتيجية كبرى في محيطها ومؤثرة بقوة على الصعيد الإقليمي والدولي من خلال الجهود التي تبذلها الجزائر من طرح رؤيتها ومقاربتها الناجحة من أجل إيجاد حلول سلمية وتغليب لغة الحوار في تسوية الأزمات والنزاعات وجمع الفرقاء لتقريب المواقف ووجهات النظر في إطار إعادة بناء وتشكيل العلاقات الدولية وإرساء عالم متعدد الأقطاب أكثر توازنا وإنصافا. وتبلورت جهود الدبلوماسية الجزائرية خلال الدورة ال 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في النشاطات المكثفة لرئيس الجمهورية على هامش أشغال الجمعية العامة من خلال عقد العديد من اللقاءات والاجتماعات رفيعة المستوى مع قادة العالم في هذا المحفل الأممي الهام الذي شهد حضور 140 من رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في المنظمة، بالإضافة إلى عقد جلسات مباحثات مع عدد من رؤساء الدول والتي تمحورت جميعها حول الانشغالات العالمية وتناولت سبل تطوير وتعزيز العلاقات مع دول المجموعة وكذا مناقشة تطورات الوضع الإقليمي والدولي مع طرح الرؤية الجزائرية الشاملة عن مواقف الجزائر لقادة العالم فيما يخص مختلف القضايا والملفات التي تصنف ضمن الأولويات في أجندتها. وتعكس التصريحات القوية التي أدلى بها الرئيس تبون حسب مراقبين ومختصين، أهمية مواقف الجزائر المتوازنة والثابتة وحرصها الدائم على الحفاظ بكل عزم وإصرار على التمسك بمواقفها ودعمها اللامشروط في تأييد القضايا العادلة في العالم في مقدمتها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، وهو ما يؤكد عزم وسعي الجزائر للعودة إلى الساحة الدولية من خلال انتخابها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الأممي الذي يمثل مكسبا ثمينا يضاف إلى رصيد السياسة الخارجية لبلادنا ويعكس التقدير والاحترام الذي يحظى بهما رئيس الجمهورية من قبل المجتمع الدولي ومساهمته الفعالة في إرساء السلم والأمن الدوليين.