رؤية جديدة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل ولاية قالت وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، إن موقف الجزائر ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وهو مبدأ راسخ تجاه كل القضايا العادلة حول العالم، مشيرةً إلى أن صمود المرأة الفلسطينية مشابه لصمود المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية. وكشفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، عن وجود برنامج تعاون مبرم مع صندوق الأممالمتحدة للسكان بالجزائر، والذي يهدف إلى تثمين دور المرأة الريفية في مسار الإنتاج الوطني وتقييم مدى تجسيد هذا البرنامج في ولاية تندوف كعينة لنجاح المرأة الريفية بالجزائر. أكّدت الوزيرة، أن ترقية المرأة وتمكينها هدف يحظى تجسيده بعناية خاصة من طرف السلطات بغية تحقيق استقلاليتها الاقتصادية وخلق مناصب شغل، وبالتالي تحقيق إدماجها الاقتصادي. أشارت كريكو إلى أن قطاع التضامن الوطني يحرص على بلورة رؤية جديدة وإجراءات فعّالة تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل ولاية، من خلال التعرف على احتياجات النساء الريفيات، من تكوين، دعم ومرافقة عبر الخلايا الجوارية للتضامن البالغ عددها 275 خلية عبر مختلف ربوع الوطن. أضافت الوزيرة، أن هذه الرؤية تأخذ بعين الاعتبار كذلك، تبنّي مقاربة تشاركية تهدف إلى تعزيز ودعم قدرات النساء وتمكينهن اقتصادياً، بانتهاج أساليب عمل تتّصف بالتكامل والتنسيق القطاعي المشترك، مع الاهتمام بالسعي للرفع من نوعية التواصل حول آليات التكوين والدعم لإنشاء مشاريع مدرة للدخل. ذكّرت كريكو بتعليمات السيد رئيس الجمهورية المسداة للحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء، المنعقد يوم 3 جانفي 2021، والذي خلُص إلى تكليف الحكومة بمضاعفة جهودها من أجل تعزيز مختلف الآليات الموجّهة لفائدة المرأة الماكثة في البيت، تمخّض عنه إطلاق البرنامج الوطني لتشجيع المرأة الماكثة بالبيت والمرأة الريفية على الانخراط في مسار الإنتاج الوطني، مطلع فيفري 2021. هذه الرؤية، تضيف الوزيرة، تأتي ضمن برنامج عمل متكامل بين مختلف القطاعات، بهدف إحداث ديناميكية لإنشاء الأنشطة الاقتصادية والمؤسسات المصغرة وتطوير المقاولاتية النسوية، والذي تُوج ب "دليل الإدماج الاقتصادي للمرأة"، الذي أُدرجت فيه جُل آليات الدعم التي توفرها الدولة عبر مختلف أجهزتها، حيث بلغ عدد النساء المستفيدات من القرض المصغر أزيد من 12 ألف امرأة، في حين استفادت 27549 امرأة من التكوين في مختلف التخصصات بمراكز التكوين المهني. أشادت ضيفة الولاية بمجهودات النساء الريفيات في الجزائر، "والتي تمثّل كل واحدة منهنّ في حد ذاتها خلاصة تجربة حياتية تلخّص قصة نجاح ملهمة للعديد من النساء على اختلاف المهن والحرف، واللائي يسهمن بكل تفانٍ في تنمية البلاد اقتصادياً جنباً إلى جنب مع الرجل". ما حققته المرأة الجزائرية لا تحصره الأرقام من جهته، أوضح والي تندوف دحو مصطفى أن الجزائر قفزت قفزةً نوعية في السنوات الأخيرة "لا ينكرها إلا جاحد"، حيث شكّلت قضية الارتقاء بالمرأة بصفة عامة، والمرأة الريفية على الخصوص، أحد أهم اهتمامات السيد رئيس الجمهورية والتي وردت ضمن التزاماته 54. وأضاف والي تندوف، أن هذا الالتزام بترقية المرأة قد وجد من يُجسّده على أرض الواقع، مشيداً بمجهودات أطقم وزارة التضامن وإطارات الخلايا الجوارية "الذين يقدّمون خدمات جليلة للمواطنين". أشار دحو مصطفى، أن المستوى الذي وصلت إليه المرأة في الجزائر لا يمكن حصره في أرقام، فقد بلغت مستويات عالية من خلال عديد البرامج التي أطلقتها الدولة، والرامية إلى إدماجها في الاقتصاد الوطني، مكّنت المرأة الجزائرية بجعلها منتجة ومساهمة في الاقتصاد الوطني وفي مسعى تحقيق الاكتفاء الذاتي. للإشارة، فقد وصلت، يوم أمس، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، إلى ولاية تندوف في زيارة عمل وتفقّد تقودها لقطاعها بالولاية تزامناً وإحياء اليوم العالمي للمرأة الريفية، مرفوقةً بممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان بالجزائر وممثلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان. استهلت كريكو زيارتها لتندوف بمعاينة مستثمرة فلاحية كأنموذج للمرأة الريفية بالمحيط الفلاحي وادي مهيّة، أين استمعت لعرض حول حصيلة العمليات التي استفادت منها المرأة الريفية من طرف قطاع الفلاحة. كما طافت الوزيرة والوفد المرافق لها بعين المكان بأجنحة معرض خاص بمنتجات المرأة الريفية بالولاية. زيارة وزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة لولاية تندوف، شكّلت فرصة لتسليم عقود ملكية لفائدة الفلاحين وإعطاء إشارة انطلاق مشروع غرس شجرة الأرقان، بالإضافة إلى إطلاق قافلة طبية تحسيسية في إطار أكتوبر الوردي. على هامش زيارتها لولاية تندوف، أطلقت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، ثلاث ورشات تكوينية؛ الأولى متعلقة بصناعة الأجبان من حليب الماعز وحليب النوق كأول تجربة في الجزائر، فيما خُصّصت الورشة التكوينية الثانية لاستخراج زيت الأرقان، في حين تمحورت الورشة الثالثة حول تعزيز تسويق منتجات المرأة الريفية. كما شهدت الزيارة الوزارية إطلاق لقاء حواري جمع ممثلي قطاعات التضامن الوطني، الفلاحة والتنمية الريفية، السياحة والصناعة التقليدية وقطاع اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.