يتّفق أغلب الكتّاب والأدباء ممّن تحدثت إليهم "الشعب"، أنّ ما يحدث في فلسطين اليوم، هو حرب إبادة في حق صاحب الأرض من قبل الكيان الصهيوني المحتل، مؤكّدين أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب وللمسلمين بشكل عام. كما شدّدوا في سياق حديثهم على ضرورة دعم هذه القضية، ونصرة الشعب الفلسطيني حتى يتحقق النصر. تصوير: فواز بوطارن لا يختلف اثنان أن الثقافة نقطة تشاركية بين كل الكتّاب والمثقّفين، وأن أهل الأدب في معظم أرجاء المعمورة غالبا ما تقف كلماتهم مع الحق ومع القضايا العادلة، حيث يوظّفونها للتنديد بكل أنواع التعسف والاضطهاد والاحتلال، ولنصرة الشعوب المكافحة من أجل شرعية سيادتها على ترابها وحريتها، وحقها في العيش بكرامة وسلام. ما يجري في غزّة ليس له سند شرعي ولا قانوني كشف البروفيسور الخضر عبد الباقي محمد، مدير المركز النيجيري للصفوف العربية في تصريح ل "الشعب"، أنّ "الذي يجري في فلسطين هو حرب إبادة في حق الشعب صاحب الأرض من قبل الكيان الصهيوني المحتل". وأضاف البروفيسور الخضر أنّ "الأمر بات واضحا، وما يجري في غزة ليس له سند شرعي ولا قانوني ولا أخلاقي، وإنما هو بسبب الغطرسة والهيمنة والدعم الذي تقدمه الجهات الدولية المختلفة للكيان الصهيوني المحتل، فنحن لا ينتابنا أدنى شك عن المستقبل، وأن النصر لإخواننا في فلسطين قريب جدا". وفي السياق ذاته، قال المتحدث: "تمثل لنا فلسطين عامة والأقصى تحديدا مقدّسات بحكم الإسلام وبحكم انتمائنا للثقافة العربية الإسلامية، نحن معهم بدعائنا ودعواتنا، وبإمكاناتنا التي قد تكون متواضعة، ولكننا عقدنا العزم على أن ندعم هذه القضية، ولابد أن نقف مع إخواننا في فلسطين بشكل عام كي يتحقق النصر". حضور فلسطيني قوي
من جهته، صرّح غسان حسين صاحب دار "غيثاء للنشر والتوزيع"، وأمين سر من اتحاد الناشرين الأردنيين، أن "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب والمسلمين بشكل عام، وخصوصا في الأردن كون الشعبين الفلسطينيوالأردن شعب واحدا". وأشار غسان حسين إلى أن "القضية وأحداث المقاومة حاليا غلب طابعها على معرض الجزائر الدولي للكتاب، طبعا كون الجزائر من أهم الدول حكومة وشعبا اهتماما بالقضية الفلسطينية ودعما لأهلنا وإخواننا في غزة خصوصا في هذه المرحلة الصعبة، هناك كتب خاصة بالقضية الفلسطينية في كل الأجنحة وليس فقط في الجناح الأردني..هناك الكثير من الإصدارات لكتاب فلسطينيين بشكل عام أدبية وغيرها، وأخرى خاصة بالانتفاضة السابقة أو الحالية في أجنحة العديد من الدول العربية". وزكّى الناشر الأردني، القرارات الأخيرة التي تحتضنها الجزائر تضامنا مع القضية، بالقول: "نحن نشكر الجزائر حكومة وشعبا على وقوفها بجانب أهلنا وإخواننا في فلسطين، "لقد كان هناك قرار رائع جدا من الحكومة الجزائرية بإلغاء كل الحفلات والتظاهرات الفنية بشكل عام، إلا معرض الكتاب الذي يبقى في نهاية المطاف ثقافة تخص المقاومة والتجمع العربي والعلم والتطور بشكل عام". وأردف قائلا: "نحن الناشرون الأردنيون لدينا ارتباط كبير مع الكتاب في فلسطين من جميع النواحي، ومهتمون بعرض منتجاتهم من الأدب والثقافة والمقاومة، وإن شاء الله النصر لأهلنا في غزةوفلسطين". وأكّد غسان حسين أنّه "سيكون حتما للهبة الثقافية التضامنية لنصرة فلسطين، تأثير على الرأي العام، لأنّ ما يحصل اليوم من مقاومة في غزة، لم يحدث صراحة مند سنة 1948..حرب بقع صغيرة المساحة، كبيرة بمن فيها، تقاوم أكبر قوة من حيث التسليح في العالم وهي الكيان الصهيوني"، الأمر الذي أثّر حسبه "بشكل كبير على معنويات الشعوب العربية كلها، ولذلك أصبح هناك تحرك كبير خصوصا من الشعوب غير العربية والإسلامية، بل وصلت رسالتنا كعرب ومسلمين إلى الغرب، وأصبح هناك بهذا الاتجاه صدى من خلال الثقافة، وما نقوم به أوصل كلمتنا وكلمة الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى كافة أقطار الدنيا". عودة إلى زمن البربرية الوحشية في سياق متصل، عبّرت الرّوائية الجزائرية مايسة باي بحزن كبير على ما يجري في غزة الجريحة من قصف همجي ضد المدنيين، خاصة المرضى والجرحى والنساء والأطفال، وقالت "صعب عليّ التحدث عن ما يجري في غزة من أحداث مأساوية، ألم كبير يعصر قلبي". وأضافت الروائية مايسة أنه "من المحزن جدا أن نتصور اليوم أنه في هذا العالم المتحضّر والمتطور الذي يحكي عن الحريات وحقوق الإنسان والذي نعيش فيه في الوقت الراهن، يقوم فيه كيان غاشم بقصف وحرمان شعوب بأكملها من ضروريات الحياة البسيطة، مثل الماء والطعام، الأمر بالنسبة لي شبيه بالعودة إلى زمن البربرية الوحشية".