انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف ومتطوّعون في قطاع غزة، 160 شهيداً من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرقات، خلال 24 ساعة الماضية، ما يرفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي إلى أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم أكثر من 6150 طفل وأكثر من 4 آلاف امرأة. تعتمد طواقم الإنقاذ حتى الآن على طرق يدوية وبدائية في انتشال جثامين الشهداء، في ظل عدم توفر آليات ومعدات لرفع الأنقاض. تشير المعطيات غير النهائية، إلى أنّ نحو 6500 مفقود ما زالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم ما زال مجهولاً، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة. ومنذ بدء الهدنة الإنسانية الموقتة، صباح الجمعة الماضي، تحاول طواقم الإنقاذ والإسعاف ومواطنون، انتشال ما أمكن من جثامين الشهداء، بما يتوفر لهم من إمكانات. جثت أطفال متحلّلة في الأثناء، أظهرت لقطات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال 24 ساعة الماضية، مشاهد صادمة لجثث أطفال متحللة تُركت في مستشفى النصر للأطفال في غزة بعد إخلائه من قبل قوات الاحتلال الصهيوني التي رفضت إخراج الجثت لدفنها. من جهته، أكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّه وثّق العثور على 5 أطفال رضع موتى وبحالة تحلل في حضانة مستشفى النصر بعد أن تُركوا لمصيرهم منذ 3 أسابيع بما "قد يرتقي إلى جريمة إعدام مروعة وجريمة ضد الإنسانية". ودعا المرصد لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الحادثة. وفي السياق، قال مدير المستشفى الطبيب مصطفى الكحلوت في إفادة للمرصد الأورومتوسطي، أنه وجه نداء بحالة الأطفال الخمسة الصعبة لإنقاذ حياتهم إلى المنظمات الدولية بما فيها الصليب الأحمر، لكن لم يتلق أي رد. وذكر الكحلوت أنه أبلغ ضابط الجيش الصهيوني الذي أنذرهم بالإخلاء النهائي بحالة الأطفال الخمسة على أجهزة التنفس، مؤكدا أن الضابط أبلغه بأن الجيش علم بذلك وسيتصرف. وكانت طبيبة في مستشفى النصر للأطفال نشرت في العاشر من نوفمبر الحالي مقطع فيديو من قسم العناية الخاصة، وعلّقت عليه بالقول "عناية مستشفى النصر للأطفال بدون أطباء بعد تهديد الدبابات. الاحتلال يستخدمنا كلّنا كدروع بشرية. كلنا الآلاف من البشر بالممرات، شهيدة قصفوها أمام الباب بعد محاولتها الخروج حتى بعد رفع راية بيضاء!". وتعرضت المستشفيات في قطاع غزة لعدوان كبير، ما جعل ثلاثة أرباعها، أو 26 من أصل 36 مستشفى، خارج الخدمة تماما بسبب القصف أو نقص الوقود. ويقول مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن جماعات الإغاثة أجلت المرضى والعاملين الصحيين من بعض تلك المستشفيات خلال الهدنة، ومن المقرر إجراء المزيد من عمليات الإجلاء في الأيام المقبلة. كما استغلت منظمة الصحة العالمية الهدنة في نقل آلاف اللقاحات المعرضة لخطر الفساد في شمال غزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي إلى جنوب القطاع. هذا وكشفت الأيام الخمسة الأخيرة، هول الكارثة الإنسانية التي لحقت بقطاع غزة، حيث لحقت أضرارا ب 300 ألف وحدة سكنية من جراء القصف، من الجو والبر والبحر، بينها 50 ألف وحدة سكنية هدمها الاحتلال بشكلٍ كلي. وعلى الرغم من الهدنة، منع الاحتلال المواطنين النازحين إلى جنوب القطاع من العودة إلى مدنهم وبلداتهم في الشمال، وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على شارع صلاح الدين، الرصاص صوب المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى الشمال لتفقد منازلهم والبحث عن أفراد عائلاتهم المفقودين، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين.