كشفت الناطقة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تمارا الرفاعي، عن تفاصيل الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة، بعد انهيار الهدنة وعودة العمليات العسكرية التي يشنها الجيش الصهيوني منذ صباح الجمعة. قالت الرفاعي إن الأمر الخطر في الوقت الحالي، يتمثل في رصد تفشي لمرض الالتهاب الكبدي "أ"، في أحد ملاجئ الأونروا، الخميس الماضي، محذرة من استمرار انتشار المرض وانتقاله إلى مناطق أخرى داخل القطاع المُحاصر. ويشهد الوضع الصحي تدهورا، إذ تحدثت منظمة الصحة العالمية عن وجود 111 ألف إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد، و36 ألف حالة إسهال لدى أطفال دون الخامسة، بين النازحين في غزة. وأضافت الرفاعي: "متخوفون للغاية بشأن انتقال المرض بسبب الاكتظاظ الذي تشهده ملاجئ ومدارس الأونروا في قطاع غزة، خاصة أن هذا الالتهاب الكبدي الوبائي يُمكن أن يتفشى بسهولة، في خضم زيادة توافد النازحين على مراكز الإيواء بعد عودة القصف". وأكملت: "نتخوف كذلك على وضع الناس في الملجأ الذي رصدنا فيه انتشار هذا المرض"، معبرة عن أملها في استعادة الهدنة مجددًا للسيطرة على تلك الأمراض. الحرب تُفاقم المخاطر وحددت الناطقة باسم وكالة الأونروا، تفاصيل الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد عودة الحرب في عدد من النقاط، قائلة: عاد النزاع بما في ذلك القصف الجوي، وصار نحو 1.8 مليون من سكان القطاع "نازحين"، ما يمثل قرابة 80 بالمئة من سكان غزة البالغ إجمالي عددهم نحو 2.2 مليون مواطن. 1مليون مواطن من النازحين في غزة باتوا يعيشون داخل 156 منشأة تابعة للأونروا، بينهم 950 ألفًا يتواجدون في ملاجئ الوكالة بالمناطق الوسطى والجنوبية من القطاع، في حين أن معظمهم بالأساس قادمون من الشمال. جرى تدمير 45 بالمئة من الوحدات السكنية بقطاع غزة خلال أيام الحرب، وبالتالي لم تعد صالحة للسكن. أثناء الهدنة، لاحظنا زيادة عدد الوافدين إلى ملاجئ الوكالة، وهذا يعني أن النزوح ما زال مستمرًا، في الوقت الذي استغل العديد من الغزيين أسبوع الهدنة في زيارة منازلهم ودفن شهدائهم. استطاعت الأونروا خلال الهدنة، توزيع المساعدات في الملاجئ بشمال القطاع، وهذه أوّل مرة نوزع المساعدات في الشمال الذي أغلقته القوات الصهيونية بشكل كامل. يجب التأكيد على وجود أزمة مياه داخل القطاع، فغزة بالأساس تفتقر للمياه الصالحة للشرب، ولدى وكالة الأونروا محطات صغيرة لضخ وتحلية مياه الآبار، لذلك نطالب بضرورة إدخال المزيد من شاحنات الوقود لاستخدامها من أجل ضخ المياه وتحليتها. شهدنا دخول عدد أكبر من شاحنات المساعدات الإنسانية في أيام الهدنة، وكذلك صهاريج الوقود، لكن ما جرى إدخاله لا يكفي الاحتياجات الكبيرة للغاية لدى سكان القطاع حالياً. الوضع مرعب من جهته وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "تيدروس أدحانوم غيبرييسوس"، الوضع في القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان، بالمرعب. وقال في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، إن التقارير الواردة عن الأعمال العدائية والقصف العنيف المستمر في غزة تثير الرعب، مطالباً بوقف إطلاق النار على الفور. كما وصف الأوضاع في مجمع ناصر الطبي، وهو الأكبر في جنوب القطاع بأنها "غير ملائمة على الإطلاق لتقديم الخدمة الصحية". وقال إن طاقما من المنظمة زار المجمع الطبي الضخم فوجده "يكتظ بألف مريض وهذا أكثر بثلاثة أمثال من طاقته الاستيعابية". وأضاف "مجمع ناصر الطبي به عدد لا يحصى من الباحثين عن مأوى ويملؤون كل ركن من أركانه.. المرضى يتلقون الرعاية على الأرض ويصرخون من الألم". إلى ذلك، اعتبر أنه "لا توجد كلمات تعبر عن حجم قلق المنظمة الأممية إزاء ما تشهده غزة. وختم قائلا: "يجب وقف إطلاق النار الآن".