الشكل الجميل واللون الجميل والمنظر الجميل بصورة عامة ،هي مظاهر تريح الناظر بكل تأكيد، ومن هنا تكون عملية نفسية لأن أي كان يريدأن يرى بأم عينيه أي شكل من أشكال الجمال ،هكذا عندما يسير الإنسان في الشوارع المعدة والمرتبة والمزينة كما ينبغي يراوده إحساس بالراحة وانجذاب نحو هذا السحر كما يدفعه إلى التأمل والسير أكثر في هذا الشارع المكون خاصة من منازل ومتاجر وأرضية إلى غير ذلك. هكذا نصل إلى الكم الهائل من البنايات سواء التي تتكون منها شوارع المدن أو غيرها وتطبق عليها ما ذكرناه سالفا ،فالمنزل ذو الواجهة المرتبة الجميلة له دور كبير في تزيين المحيط وتجميل الأمكنة بصورة عامة زيادة على بعث للسرور في نفس المواطن. شكل البناء هو ذوق وثقافة قبل كل شيء وهذا يرجع إلى أنه يتطلب دراسات سواء في نوع البناء نفسه أو المحيط أو نفسية بالنسبة للإنسان الذي لابدأن يكون أي إنجاز في السكن حسب ذوقه ومتطلباته وقد ينعكس مدى تعليم وثقافة صاحب السكن المذكور على طريق إنشاء سكنه.... السائر في أحياء مدننا يلاحظ في الكثير من الأحيان بناءات ضخمة مشيدةبلا ذوق ولا جمال رغم أنها أنجزت بأموال كثيرة فاللواجهة مشوهة بكثرة وتراكم مواد البناء والتي لم يراع فيها أي مسحة جمالية زيادة على طلاء مشوه غير مدروس وغير منسق من حيث اللون، وطريقة الطلاء ،وهكذا يظهر البناء عبارة عن هيكل لا روح له لا يريح الناظر ولا يسر الساكن. ولكن مما لا شك فيه أن صاحب السكن ليس وحده الذي يحدد شكل البناء وواجهته فكثيرا ما يتغير ما يريد نتيجة تداخل أيادي المنجزين المشاركين، فهناك دور المهندس المعماري الذي يحدد الشكل أولا،ثم البقية والتي يشارك فيها البنّاء والحدّاد والنّجّار والطَّلاَّء كما تتدخل أنواع مواد البناء في ذلك أيضا. واجهة البناية فن في حد ذاته ولا تكتمل بالبناء وحده بل عند صاحب الذوق هناك أشياء أخرى تضاف حتى تعطى منظرها الجميل مثل غرس الورود في الشرفات وهي عملية كذلك جد مهمة في تجميل البناية والحي والمحيط. ما تكاد عيونا تلامس واجهات النباتات الجميلة حتى نشعر براحة وسرور كما نشعر في داخلنا أن ذوق ثقافة وذوق جمالي لأنهم يقدمون خدمات للمحيط قبل أنفسهم ------------------------------------------------------------------------