استعرض أمس النقابي عبد المجيد عزي نشأة وتاريخ الاتحاد العام للعمال الجزائريين، فيما توقف المؤرخ محمد عباس عند نضال أب الحركة النقابية عيسات ايدير الذي لم يمنعه ميله إلى الظل والسرية في نشاطه النضالي من التأسيس لأكبر تنظيم عمالي، واستنادا إلى ما نقله محمد غفير على لسان العضو المؤسس الطاهر قايد، فان صاحب فكرة إنشائه عبان رمضان. لم يفوت الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد حضور منتدى «الذاكرة»، الذي نظمته يومية «المجاهد» أمس بمعية جمعية «مشعل الشهيد» عشية إحياء الذكرى 57 لإنشاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين تخليدا للشهيد عيسات ايدير، لكنه اكتفى بتكريم عبد المجيد عزي بتسليمه وساما دونما إلقاء كلمة بالمناسبة، وتقرر تكريم صافي بوديسة الذي يعتبر بدوره أحد الأعضاء المؤسسين للتنظيم النقابي بقصر الشلالة بعدما تعذر عليه الحضور بسبب ظروف صحية قاهرة. وعاد عزي خلال مداخلة ألقاها بالمناسبة بإسهاب إلى تأسيس الاتحاد، موضحا بأن الفكرة جاءت بعدما بادرت الحركة الوطنية الجزائرية بقيادة ميصالي الحاج بتأسيس الاتحاد النقابي للعمال الجزائريين في 1956، وبعد اجتماع لمؤسسيه وتلقي الضوء الأخضر من جبهة التحرير الوطني تقرر تأسيس المركزية النقابية والإعلان عن ميلادها في 24 فيفري خلال مؤتمر تأسيسي حضره أزيد من 100 مندوب اللجنة التنفيذية و5 أعضاء للأمانة الوطنية. وتم التعجيل بالإعلان عن ميلاد التنظيم النقابي لقطع الطريق على الاتحاد النقابي للعمال الجزائريين، وفق ما أكد عزي موضحا بأن المسألة بالنسبة للاتحاد العام للعمال الجزائرية كانت بمثابة رهان كبير على المستوى الدولي وقد نجح في ذلك بإقحام نفسه في مختلف النشاطات النقابية على الصعيد الدولي واستغلال منابرها لتمرير رسالة الثورة الجزائرية، وقد لقي مساندة من عدة نقابات منها تونسية وأمريكية، أما على الصعيد الداخلي فانه كان مهيكل في كل الولايات والمناطق والنواحي، من ذلك الولاية الثالثة التي تولى على مستواها رشيد عليلات منصب مسؤول مكلف بالاتحاد، وأشار ضيف المنتدى بالمناسبة إلى أن اعتماد الاتحاد تم بعدما كلف فرحات عباس علي بومنجل بالمهمة، غير أن المستعمر قام بحل التنظيم وتنقل مؤسسوه إلى الخارج. من جهته نقل محمد غفير على لسان العضو المؤسس الطاهر قايد الذي تعذر عليه الحضور كونه تنقل أمس إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة، بأن فكرة إنشاء المركزية النقابية اقترحها عبان رمضان في 1955.