أكد مشاركون في الطبعة الثالثة للصالون الدولي للبناء والتهيئة «باتيماكس» الخميس بعنابة على ضرورة «استغلال المواهب الجزائرية في مجال الهندسة المعمارية والمؤهلات الوطنية الطبيعية والموروث الحضاري من أجل إعداد تصور جديد للمدينة الجزائرية تكون عصرية بأبعاد بيئية ومحافظة على هويتها وامتدادها الحضاري». أبرز المشاركون خلال أشغال الجلسات العلمية التي انتظمت في إطار هذا الصالون «دور التكنولوجيا والتحوّل الرقمي في تسليط الضوء على مهارات وعبقرية المهندسين المعماريين في استغلال التكنولوجيا من أجل إعداد تصاميم تمزج بين البعد الفني للتراث والرصيد الثقافي للمجتمع ومتطلبات الحياة العصرية لإنجاز مدينة عصرية ومتناسقة». في هذا الإطار، أوضح المهندس المعماري شفيق قاسمي، صاحب شركة «شفيق ستوديو» للهندسة المعمارية والتصاميم بباريس (فرنسا) بأن «المدينةالجزائرية غنية بالمعطيات المعمارية الضرورية لإنجاز مدينة عصرية متناسقة ومحافظة على شخصيتها وهويتها». وأضاف ذات المتحدث بأن «المعطيات الطوبوغرافية والفضاءات المستغلة والشاغرة إضافة إلى البعد الثقافي والحضاري للمجتمع الجزائري المترسخ من خلال العادات والتقاليد وأنماط البناء والتعمير وكذا المؤهلات الطبيعية الغنية والمتنوعة بالجزائر تمثل معطيات ثمينة يتوجب على المعماريين استغلالها لتدارك النقائص وبناء مدينة محافظة على مرجعيتها ومواكبة لعصرها. من جهته تطرق الخبير المعماري، آكلي عمروش إلى «التطور الحاصل على مستوى جودة مواد البناء الجزائرية»، مبرزا أهمية استغلال التكنولوجيات الرقمية ومواد البناء المبتكرة للتحكم في تكاليف الإنجاز بقطاع البناء. كما اعتبر أن الابتكار في مجال البناء والتهيئة لا يرتكز على التكنولوجيات الحديثة ومواد البناء فحسب وإنما يتطلب كما أشار إليه مساهمة إيجابية من قبل المواطنين من أجل تحسين إطار الحياة. ويشهد الصالون الدولي للبناء والتهيئة «باتيماكس» الذي ينظم في طبعته الجديدة تحت شعار «ابتكار حلول بناءة لمبنى أكثر دواما» مشاركة 80 عارضا يمثلون مؤسسات بقطاع البناء والتهيئة ومكاتب دراسات ومؤسسات مختصة في إنتاج مواد البناء من الجزائر وتركيا والصين وسوريا. وينظم هذا الصالون من طرف شركة «إلافن إيفنت» بفندق شيراطون بعنابة بالتعاون مع الجمعية الوطنية للمهندسين المعماريين وسيدوم خمسة أيام.