لا خيارات تذكر أمام أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال محشورين في محافظة رفح، التي لا تتعدى مساحتها 151 كيلومتر مربع، بعدما فروا من مناطق مختلفة في قطاع غزة، واتجهوا جنوباً. تأكيد سلطات الاحتلال عزمها المضي في غزو المدينة المكتظة بالنازحين، بحثاً عن قادة حماس الذين تزعم أنهم في آخر معاقلهم بالقطاع، صاعد من قلق المدنيين الفلسطينيين. طرح بعض المراقبين إمكانية العودة إلى شمال غزة المدمر بالكامل ثانية، أكد آخرون أن الأمر مستحيل. وأشار باحثون في العلاقات الدولية إلى أن هذا الاقتراح مستبعد تماماً. وأوضحوا أن رئيس الوزراء الصهيوني فضلا عن قادة جيشه أكدوا أكثر من مرة في السابق، ألا عودة فلسطينية إلى شمال غزة، ما لم يعد المستوطنون الصهاينة إلى غلاف غزة. وبينما رجح مراقبون أن يكون أقصى شمال مدينة رفح، مقترحاً معقولاً لدفع النازحين نحوه، أكد باحثون أن تلك المنطقة ضيقة جداً، ولا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تستوعب أكثر من مليون نازح فلسطيني. إلى ذلك، أشاروا إلى أن المقترح الثالث الذي تخطط له سلطات الاحتلال على ما يبدو، يتضمن دفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، لاسيما سيناء. إلا أنهم ذكّروا بأن القاهرة رفضت مرارا وتكرارا هذا الاحتمال، وحذرت منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي من خطورة التهجير.